للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الشهادة، وإن كان الأغلب المعصية وخلاف المروءة ردت شهادته١.

هذا، وقد صرح بعض العلماء بأن الإصرار على الصغيرة لا يصيرها كبيرة حقيقة، وإنما يلحق بها في الحكم٢. ونحن نرى ما يراه الشوكاني وهو أن الإصرار على الصغيرة لا يحولها إلى كبيرة، وإنما الإصرار على الصغيرة صغيرة، كما أن الإصرار على الكبيرة كبيرة٣.

وقد قال كثير من العلماء: من غلبت طاعاته معاصيه كان عدلا، وعكسه إذا كانت معاصيه تغلب طاعاته فهو فاسق، والمرا بالمعاصي التي غلبتها الطاعات هنا هي الصغائر.

الضابط في الغلبة:

يرى بعض العلماء أن الضابط في الغلبة هو العد من جانبي الطاعة والمعصية، من غير نظر لكثرة ثواب في الطاعة وعقاب في المعصية؛ لأن ذلك أمر أخروي، وهذا الضابط قريب من ضبطه بالعرف.

وقال العلماء إن كل صغيرة تاب منها فاعلها لا تدخل في العد؛ لأن التوبة الصحيحة تذهب أثرها رأسا٤.

بعض العلماء يرى أنه ليس في الذنوب صغيرة:

نقل عن جمع من العلماء كعبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- والأشعري، وأبي إسحاق الإسفراييني الفقيه الشافعي الإمام في علم الأصول


١ نقلا عن كفاية الأخيار، للحصني، ج٢، ص٢٧٦.
٢ نهاية المحتاج للرملي، ج٨ ص٢٩٤، وقواعد الأحكام للعز بن عبد السلام، ج١، ص٢٢، وحاشية الشرقاوي، ج٢، ص٥٠٥.
٣ قال الشوكاني: وقد قيل: إن الإصرار على الصغيرة حكمه حكم مرتكب الكبيرة، وليس على هذا دليل يصلح للتمسك به، وإنما هي مقالة لبعض الصوفية، فإنه قال: لا صغيرة مع إصرار، وقد روى بعض من لا يعرف علم الرواية هذا اللفظ وجعله حديثا ولا يصح ذلك، بل الحق أن الإصرار حكمه حكم ما أصر عليه، فالإصرار على الصغيرة صغيرة، والإصرار على الكبيرة كبيرة، إرشاد الفحول، للشوكاني ص٥٣.
٤ نهاية المحتاج، ج٨، ص٢٩٤.

<<  <   >  >>