يضرب الله في هذه الآيات مثل الكلمة الطيبة، والكلمة الخبيثة، لتصوير سنته الجارية في الطيب والخبيث في هذه الحياة.
فالكلمة الطيبة- كلمة الحق- كالشجرة الطيبة ثابتة سامقة مثمرة، ثابتة لا تزعزعها الأعاصير، ولا تعصف بها رياح الباطل، سامقة متعالية تطل على الشر والظلم من عل، مثمرة لا ينقطع ثمرها، لأن بذورها تنبت في النفوس المتكاثرة آنا بعد آن.
والكلمة الخبيثة- كلمة الباطل- كالشجرة الخبيثة، قد تهيج وتتعالى، ويخيل إلى بعض الناس أنها أضخم من الشجرة الطيبة وأقوى، ولكنها تظل نافشة هشة، وتظل جذورها في التربة قريبة حتى لكأنها على وجه الأرض، وما هي إلا فترة ثم تجتث من فوق الأرض، فلا قرار لها ولا بقاء.
وفسرت الكلمة الطيبة: بكلمة التوحيد، ودعوة الإسلام، والقرآن.
والشجرة الطيبة: بالنخلة، وبشجرة في الجنة.
أما الكلمة الخبيثة: فهي الشرك بالله، والدعاء إلى الكفر، وتكذيب الحق.
والشجرة الخبيثة: بالحنظلة. ولعل المراد من هذه الألفاظ جميع المعاني المتقدمة.
والعبرة ظاهرة ومقنعة في هذه النماذج الثلاثة، وهي قليل من كثير مما في القرآن من أمثال هادفة ورائعة.