اللجنة تعرف باللجنة المركزية للحزب، لكن سرعان ما كان رد الفعل من طرف زعيم الحزب فأصدر بيانا بحل هذه اللجنة المركزية ...
بدأ الشعب يتذمر من حركة الانتصار لأنها اشتغلت بالخلاف الحزبي في وقت لم تسمح لها الظروف بذلك، لأن الوقت يدعو الى الاتحاد والعمل والتكتل نظرا للثورة التي كانت مشتعلة الأوار في القطرين الشقيقين، وليس من المعقول أن تتمادى هذه الحركة نفي نزاعها فتضيع الفرص المواتية من بين أيدى الشعب، وتذهب المصلحة الوطنية.
مل الشباب المتحمس هذه السياسة وسئم الانتظار وأمقت هذا الانشقاق الذي وقع في صفوف المناضلين وأصبح ينظر باستخفاف وسخرية الى مشاحنات السياسيين، وعلى هذا الاعتبار قرر الشباب المتحمس أن يستقل بالعمل عن الفريقين معا فأنشأ لجنة وأطلق عليها أسم (كريا) معناها جمعية الكفاح الوطني الثوري، ولم تلبث يسيرا حتى اندمجت مع بقية منظمة (لوص (وأصبح الجميع يعرف باسم (كريا) وهذه اللجنة كانت مؤلفة من تسعة أشخاص، ثلاثة منهم كانوا يقيمون في القاهرة وهم محمد خيذر، وآيت أحمد، وانضم إليهما أحمد بن بله بعد ما تمكن من الفرار من السجن وذلك في سنة ١٩٥٢ م، أما الستة الآخرون هم: رابح بطاط، كريم بلقاسم، محمد العربي بن المهيدي، محمد بوضياف، مراد ديدوش، مصطفى بن بو العيد، وكانت الملاقاة بينهم دائما في جنيف.
وفي أبريل سنة ١٩٥٣م عقد قادة (كريا) اجتماعا سرا بمدينة الجزائر اتفقوا فيه على الاحتفاظ بمركز القيادة العامة لأحمد بن بله على أن يقوم به في القاهرة بالإدارة السياسية والتنظيم الخارجي للثورة وانتهى الاجتماع بإصدار منشور وزع على المناضلين، واستمرت (كريا) في تغذية الجماهير بالمنشورات في الوقت الذى كان يدور فيه التنظيم الثوري على قدم وساق حتى اذا ما أقبل عام ١٩٥٤م كانت الجمعية الثورية للكفاح الوطني قد امتدت منظماتها الى أكثر مناطق الجزائر ...
وفي شهر يوليو ١٩٥٤م اجتمع اثنان وعشرون شابا هم قادة العناصر الثورية لمنطقة العاصمة وقسنطينة ووهران وأصدروا