للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تقليد المسلمين للغرب هو الذي

صدهم عن تعاليم الاسلام السمحاء

بعد ما خرج الاستعمار من أوطان المسلمين بدأت الشعوب العربية تنفر من كل ما ينتمي الى الاسلام من عقيدة متينة وأخلاق فاضله وعوائد حسنة التي هي مادتهم الوحيدة قبل الاحتلال، وحفظت لهم كيانهم من الانهيار كأمة ذات حضارة عريقة وسيادة في الماضي في وقت الاحتلال، وارتموا من أول وهلة من - بعد الاستقلال - في أحضان الغرب، لا لشيء الا أنه متقدم في العلوم والتكنولوجية، وهم متخلفون، ولكن ما شأن التنكر للأخلاق والقيم الروحية، والاباحة المطلقة، وعدم التقيد بأوامر الاسلام، والتحلل من جميع نواهيه، كأن المسلمين لم يكن لهم شرع عادل، ولا أفكار نيرة، ولا سيادة في الماضي كانت مضرب الأمثال، ولا عقيدة راسخة هيمنت على الشرق والغرب، ولا مناهج في الحياة مستقيمة، ولا تاريخ حافل بجلائل الاعمال.

لكن الموجهين لهذه الشعوب أكثرهم لا علاقة لهم بالدين، ولا تجاوب بينهم وبين تعاليمه، ولذا تركوا الناشئة لقمة سائغة لبعض المغرضين الذين لا هم لهم الا عزل الشباب عن دينهم وتعاليمه وأخلاقه.

وها نحن نشاهد الحكومات الاسلامية تجلب القوانين الوضعية من الدول الكافرة والملحدة وتطبقها على المسلمين، وتركت القوانين الاسلامية العادلة وتستورد من هذه الدول التي لا تؤمن بدين العوائد الفاسدة والأخلاق الساقطة السافلة عن طريق الأفلام، والجرائد والمجلات والكتب، والتعليم ووسائل أخرى لتسمم الناشئة، وتغرس فيها الرذائل لتصدها عن دين الله، لا زال العالم الإسلامي في مد وجزر كما كان قبل سقوطه بين براثن الاستعمار رغم النهضة الأخيرة التي أصهرته بحوادثها المؤلمة، وأخرجته منها إبريزا خالصا بعد ما تجرع مرارة السيطرة والحكم الأجنبي عدة قرون.

<<  <   >  >>