ان جنرالات فرنسا كلهم تقريبا لا انسانية لهم اذا نظرنا الى أعمالهم الاجرامية التي يتكلم عنها التاريخ أيام الاحتلال لهذا الوطن وأيام ثورة ١٩٥٤م التي شاهدناها نحن بأنفسنا يبقى الانسان مدهوشا أمام وحشيه هذا الشعور ...
فكر هؤلاء القادة حقا في إبادة الشعب الجزائري عن طيب خاطر بحيث جعلوا من التقتيل والتخريب والتهديم مذهبا يدينون به ومبدأ يطبقون بنوده، فجنرالات فرنسا هم الذين قاموا بمأساة الحرب الجزائرية المريعة قال مجرمهم الأكبر السفاح الجنرال (بيجو) في خطبته التي ألقاها في مجلس النواب بتاريخ ١٦ يناير سنة ١٨٤٠م - فقال إننا في حاجة الى جحافل دهماء من المعمرين الفرنسيين والاوربيين لنجلبهم إلى الجزائر، فمن اللازم أن تعطوهم أراضي مرعة، ومراعى ترعى أنزلوا بها المعمرين ولا يهمكم أمر أربابها ...
يجب توزيع هذه الأراضي للأوربيين حتى يصبح أهلها الأولون نسيا منسيا، وأخيرا يجب أن نجعل نصب أعيننا هدفا متينا محكما هو أن ننشئ إقليما فرنسيا، ولذا فإننا في أمس الحاجة الى غزو واسع النطاق يشبه غزو الغوط وإن لم نفعل هذا ستكون نتيجتنا أوهن من نسيج العنكبوت.
وشاطره في هذا الرأي الجنرال روفيقوا القائد الأعلى لجيش الاحتلال فقال: (حيث أننا لن نستطيع أن نمدنهم فما بأيدينا إلا إقصاؤهم في الفيافي والغفار، ويستبعدون كما تستبعد الوحوش الى الأماكن النائية، ويتحتم عليهم حينئذ أمام اتساع رقعة استيطاننا وتعميرنا الا التقهقر نحو الصحراء والمغاوير.
جعل جنرالات فرنسا أرض الجزائر نهبة الناهب محفوفة بالأرزاء منزوفة بالدماء حتى كادت تصبح قاعا صفصفا ... قال