كانت لمصر محطه كبيرة تذيع الأخبار وتدعو الى تحرير الشعوب وكان قسم منها سمته صوت العرب، كان هذا القسم خاصا بالشؤون العربية، يوجه الجماهير العربية ضد الاستعمار الغربي، وينشر مساويه ويفضح أعماله التي كان يرتكبها في الجزائر، ويدعو الى مؤازرة الثورة وتأييدها فكان لهذا الصوت أثر بليغ في نفوس الجزائريين بحيث حرك النخوة والشهامة فيهم ...
ضاقت الحكومة الاشتراكية الفرنسية بهذه الاذاعة الواسعة الانتشار ذرعا واعتبرتها إعانة كبيره للثورة لأنها ألبت عليها الشعب، فنبهته من غفلته، وبعثت فيه الشجاعة والتضحية، وعرفته بأعدائه ألا وهو الاستعمار، فأصبح لا يرضى الا بالاستقلال والحرية التي تأتي عن طريق الكفاح المسلح، فانخرط في سلك الثورة، وهذا من جملة الأسباب في الهجوم المثلث على مصر، وكان في شهر تشرين الثاني سنة ١٩٥٦ م.