في اليوم العاشر من تشرين الأول سنة ١٩٥٤م اجتمع قواد التنظيم الثوري بمدينة الجزائر في أحد بيوت المواطنين لبحث الخطوة اللازمة اتخاذها بعد أن تهيأ الاستعداد الثوري المسلح المنظم للعمل ...
قرر المجتمعون أن يأخذوا على عاتقهم المسؤولية التاريخية بإعلان بدء الشعب الجزائري كفاحه الوطني المسلح هذا الكفاح الذى تبلور خلال المعارك في الثورة المظفرة الحاضرة وكانت مجهودات التنظيم الثوري قد أصفرت عن ثلاثة آلاف ثائر وطني من مختلف مناطق البلاد، وعلى رأسهم ستة من الشباب الثوري، هم الذين التأم عقدهم في هذا الاجتماع، ولما اطمأنوا الى ما تحت أيديهم من تنظيم ثوري مسلح قرروا بدء المعركة، وحددوا ميقاتا لها بحيث يعلن عنها في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل أول نوفمبر ١٩٥٤م وفي هذا الاجتماع التاريخي اختفى اسم) كوريا) وبرز اسم جبهه التحير الوطني التي توحدت فيها جميع العناصر الثورية وجميع طبقات الشعب.
وما كادت الثورة تبدأ أعمالها حتى ذابت فيها جميع الأحزاب والهيآت، ولم يبق الا الزعيم الحاج مصالي والفريق الذي ثبت معه، وقد خسر كثيرا من اتباعه لأنهم انضموا الى الثورة وذهبت سمعته ولم يعدله نفوذ ...
رسمت جبهة التحرير ميثاقا وطنيا وأهدافا للثورة وهذا الميثاق هو دستور الكفاح الشعبي الوطني، فصدر نداء جبهة التحرير الأول الى جماهير الشعب الجزائري يوم ٣١ أكتوبر سنة ١٩٥٤م يعلن أهداف الثورة وميثاقها، ويدعو الشعب الى تأييدها والاندماج فيها، هذه الأهداف: هي التحرير الكامل من الاستعمار، وإقامة حكومة وطنية ديمقراطية جمهورية، كما ألقى هذا المنشور تبعة تأخير القضية الوطنية على التوجيه الخاطئ الذي كان يقوم به قادة الأحزاب السياسيين، وأعلن