هذا الميثاق أن الثورة مكونة من الشباب الذين حملوا على عاتقهم مسؤولية قيادة الكفاح الشعبي في طريقه الثوري السليم لأنهم يمثلون الأحزاب والهيآت والعناصر الوطنية وانتهى الى مناشدة الشعب وتأييد الجبهة والالتفاف حولها.
تولى هؤلاء القادة الستة القيادة العسكرية فتوجه كل واحد منهم الى المنطقة التي حددت له ليقود ثورتها وفق ما يلى: ديدوش مراد قائدا في شمال منطقة قسنطينة، ابن بو العيد قائدا في جبال الأوراس، بطاط رابح في العاصمة، محمد بن المهيدي العربي قائدا في وهران، كريم بلقاسم في منطقة بلاد القبائل ...
وعلى إثر اتخاذ هذه القرارات السابقة، كلف هؤلاء القادة محمد بن بوضياف أن يلتحق بالقادة السياسيين الذين هم في القاهرة ليفضي إليهم بنتائج الاجتماع، وليعمل معهم على قيادة الثورة من الخارج وتزويدها بما تحتاج إليه من سلاح ومال مستدين في ذلك الى معونة الشعوب العربية، كما عهد اليهم بتعبئة رأى العالم الدولي لمناصرة الثورة وفضح جرائم الاستعمار ولما نشط القادة العسكريون في خوض المعارك نشط كذلك القادة السياسيون في الخارج في تكوين فروع لجبهة التحرير في القاهرة وعواصم الدول الكبرى ...
تم الاعداد والتنظيم بين الجماهير الشعبية في ثلاثة أشهر وقد تم في سرية ونظام دقيقين، فلم تشعر السلطة الفرنسية بتكوين الجبهة إلا بعد صدور أول منشور لها وكان قلم المخابرات السرى الفرنسي يجهل هذه الحركة تماما حتى فوجئت الحكومة بالثورة، وأعلنت عن غفلة من أعين الرقباء، والشعب، وان كان وجودها متوقعا لكنها جاءت على أيدى أناس لا يعرف عنهم الشعب أكثر من أنهم أتباع ومأمورون لا متبوعون، أما كونهم كيف انفصلوا عن حركة الانتصار، وأصبحوا يعملون للثورة المسلحة سرا حتى تهيأت أسبابها ولوازمها فأعلنوها للشعب وللعالم أجمع؟ فهذا لم يكن يخطر على بال أحد سواء من الأمة أو الحكومة الفرنسية.
ولأهمية هذا النداء نبته هنا كاملا وهذا نصه ...
الجزائر ٣١ أكتوبر ١٩٥٤م جبهة التحرير الوطني الى الشعب الجزائري ... الى المكافحين في سبيل القضية الوطنية، اليكم