أسفرت الانتخابات عن تأليف حكومة اشتراكية صعدت الى منصة الحكم برئاسة (م غى مولى) وذلك في شهر يناير ١٩٥٦ م وأتبعت هذه الحكومة الجديدة نفس السياسة السابقة نحو الثورة بالرغم من أن هذا الرئيس الجديد أعلن أثناء الحملة الانتخابية بأن هدفه هو تحقيق السلام في الجزائر، وصرح بأنه سيزور الجزائر وفي السادس من شهر فبراير سنة ١٩٥٦م زار الجزائر ليباشر الأمور بنفسه ولكن ما كاد يصل الى ساحة الولاية العامة بالجزائر حتى لقاه المعمرون بجموعهم الهائجة وفى مقدمتهم غلاة المعمرين المتطرفين بمظاهرة صاخبة لم يكن يتوقعها أبدا بحيث أهانوه فيها إهانة كبيرة، فكانوا يقاطعون خطابه بالصراخ والتصفير، ويرمونه بالقاذورات، وقوارص الكلم حتى ألجأوه عن التخلي والتسليم في سياسته التي كان يعتزمها في الجزائر فغير خطته تماما إزاء هذه المظاهرات التي جاء من أجلها، فألقى الحل الذي كان يعتزمه، وأصبحت حكومته حكومة متطرفة فبدلت الوزير الذى كان معينا كوال عام للقطر الجزائري وهو الجنرال) كاترو) هذا الرجل كان معروفا في جميع الأوساط برسول السلام برجل آخر اسمه (م لوبير لاكوص) جبار عنيد لقال أنه من نجل الجنرال بيجو السفاح. وفي أبريل من هذه السنة توالت الامتدادات العسكرية والتعزيزات الحربية الى الجزائر، فاستدعى رئيس الحكومة ٨٠ ألف جند من جنود الاحتياط فأصبحت قوة فرنسا في الجزائر ما يقرب من نصف مليون جنديا، وفي الثاني عشر من هذا الشهر نفسه تقرر القاء المجلس الجزائري، وجندت الحكومة أوربى الجزائر، وأنتشر الجيش الفرنسي على التراب الوطني من أقصاه الى أقصاه، وخيم في كل ناحية، وأعلنت الحكومة الاشتراكية حربا منظمة على الثورة والشعب معا لا هوادة فيها، وأصبح السلم الذى كان ينتظره العالم من هذه الحكومة بعيدا جدا.