نالت هذه الثورة اعجاب العالم وتأييده حتى الفرنسيين أنفسهم كانوا ينوهون بهذا الكفاح البطولي، ويحثون ولاتهم على التفاهم مع الجزائريين.
كانت اذاعة العالم كلها تتكلم على الثورة الجزائرية بكل لسان وتشرح مقاصدها وأهدافها، والأسباب التي ثار الشعب من أجلها، وكانت تشيد ببطولة المجاهدين الأبرار، وتندد بسياسة الاستعمار الفرنسي الذي كان يطبقها على المسلمين.
عقد من أجل هذه الثورة مؤتمرات كثيرة في الشرق والغرب رسمية وغير رسمية من جميع طبقات العالم وهيآته بما في ذلك الحكومات والمحافل الدولية وأخص بالذكر منها مؤتمر باندوك الذي تكلمنا عليه سابقا.
تبنت الدول الأسيوية الافريقية القضية الجزائرية برمتها لدى جمعية الأمم، وكانت في كل سنة من سنى الحرب تقريبا تقدم الى مجلس هذه الهيئة ما ترى الا الالسن تتبارى والعقول تتصاول وتتقارع بالحجج والبراهين، والأفكار تتصادم والنقاش يحتدم، والمحاورة تشتد وتقوى، وشقة الخلاف تتوسع، والجدال قائم بين رجال الشرق الناهضين، ورجال الغرب الغاصبين من فوق منبر عالمي، رجال الشرف يريدون التحرير والانطلاق حتى يسترجعوا مكانتهم وسيادتهم، ورجال الغرب يحافظون على امتيازاتهم في هذه البلدان، ويسترون مطامعهم الاستعمارية تحت شعار الديمقراطية والأخوة والمساواة.
رغم هذه الحروب المهولة التي لم يخمد لها أوار منذ سبع سنوات، ورغم الخسائر التي لحقت الطرفين، ورغم اهتمام جمعية الأمم، وغيرها من الجمعيات الأخرى بإيجاد حل عادل يضمن حقوق الطرفين ورغم تدخل الدول الحليفة وتوسطها لجعل حد لهذه الحرب القائمة على قدم وساق في هذه البقعة من