لما عجز الفرنسيون عن مقاومة الجزائريين عن طريق الحرب المشروعة لجأوا الى أعمال العنف الوحشية البربرية بإحراق القرى والدواوير، والفتك بالأبرياء والضعفاء مثل النساء والعجزة من الرجال والأطفال، تعرض الجزائريون للإبادة والتخريب العام من هذه الأعمال الاجرامية، وقاسى الأمير في هذه الحروب، وجميع سكان القطر مصائب كثيرة وأهوالا عظيمة، ولم تكن معاملة الغزاة للأسرى المستسلمين بأفضل من المحاربين، فكانوا يقتلون الأسرى ويصلبونهم قال: (شارل أندرى جوليان في كتابه تاريخ شمال افريقيا انهم - يشير بذلك الى ساسة فرنسا وجنيرالاتها في الجزائر - لم يحرقوا البلاد خفية، كما قتلوا أعداءهم جهارا بلا شفقة ولا رحمة لا يمنعهم من ذلك لا رادع ولا وازع كانوا بالعكس يفتخرون بضراوتهم ووحشيتهم فقدوا كلهم من أديم واحد من الملكيين الى الجمهوريين الى أشياع نابليون فبمجرد نزلهم بأرض الجزائر، تعتريهم حمى النهب والقتل، والتخريب، كان هذا هو الطريق المؤدي الى نشر البلاغات الحربية الطنانة، الى المجد العسكري، والى تسلق مدارج الرقي، وكانوا كلهم في الضراوة سواء من روفيقوا الى ترزيل الى غيرهم، فكلهم في هذه الفضائح سواء لا فرق بينهم. إننا اذا نظرنا الى طبيعة الاستعمار فنجدها طبيعة واحدة لم تتغير أبدا فالأساليب الوحشية التي استعملها في احتلاله من القتل الجماعي والتعذيب والتنكيل، والحرق والتخريب هي نفس الأسلوب الذى استعمله في ثورة ١٩٥٤م فالشعب الجزائري كان معرضا للإبادة من بداية الاحتلال الى نهايته، كان هذا الغزو مدفوعا بعنصرية بغيضة وروح صليبية (.
ورغم هذا الاحتلال وسيطرة الاستعمار على الوطن سيطرة تامة كانت بعض القبائل تشن الهجومات العنيفة عليه في الفينة بعد الفينة بخلاف الثورات الجهوية التي لم تتركه يتمتع