بدأت القيادة العليا للجيش الفرنسي تفكر في خطة أخرى للقضاء على الثورة بعد ما فشلت في جميع برامجها وخططها الحربية، وراح جنرالات فرنسا يعصرون أفكارهم مرة أخرى، وبعد عدة من الشهور بذلوا فيها جهدا غير قليل من التفكير، وأخيرا استطاع الجنرال شال القائد العام للقوات الفرنسية في الجزائر أن يعثر على برنامج جديد وسرعان ما أبدا ارتياحه التام وإعجابه الشديد بهذه الخطة وقال الآن أصبنا الهدف، وبدأ يختار لهذا البرنامج من الأسماء وكلما أطلق عليه اسما من الأسماء لا يعجبه فيبدله باسم آخر فمرة يسميه الشرارة، وبعد حين يعدل عن هذا الاسم ويسميه التوأمين الى غير ذلك من الأسماء التي توافق النتائج المرجوة منه ... ولما عزم على تطبيق هذا البرنامج أعلن عنه أنه سيسحق الثورة ويبيد جيش التحرير.
مهد الجنرال شال لبرنامجه هذا بحملة كبيرة في الصحف وأشاد بهوله وخطورته، وراحت الدعاية الفرنسية تعظم من شأنه، وقد أشرف الجنرال ديغول على إعداد ما يلزم لنجاح هذا البرنامج الخطير فزاد في عدد القوات المقاتلة في الجزائر من خمسمائة الى سبعمائة ألف جندي ...
حرص الجنرال شال على تجنب الأخطاء التي كشف عنها فشل البرامج السابقة عند تطبيقها في ميادين القتال، وأهم هذه الأخطاء هو تشتيت القوى المقاتلة، وبرنامج شال يحرص على جمع القوات الفرنسية والهجوم بها على مواقع جيش التحرير، ويكون على موقع بعد موقع، وبعدما ينتهى من تطهير منطقة من مناطق الثوار، ينتقل الهجوم الى المنطقة المجاورة، وهكذا حتى يقضي على قوة جيش التحرير الموزعة بين الولايات والممتدة من غرب الجزائر الى شرقها ...
بدأ الجنرال شال بتطبيق برنامجه على الولاية الخامسة في وهران، زحفت القوات الفرنسية على امتداد الولاية دون أن