في صحيفة (لموند) عدد سبتمبر سنة ١٩٥٨م النص الكامل لهذا السلاح الذي استعملته فرنسا في الجزائر ضد جيش التحرير يقول ضابط من جيش التحرير الوطني عندما سئل عما جرى في معركة جبال الونشريس، فصرح بما يلى: عن عملية (كرون) قال: انتخبت كتائب المنطقة الرابعة والسابعة من الولاية الخامسة، ووحدة الكمندوس التابعة لعبد المؤمن، ووحدة الكمندوس في المنطقة السابعة، والعناصر الرئيسية من أجهزة النظام السري في الولاية الرابعة، انتقلوا كلهم الى الولاية الخامسة، وكان مجموعهم يتجارز ٤٠ رجلا، وبعد ذلك اجتمع ضباط الولاية الرابعة والخامسة، فتسلم سي محمد قيادة العمليات في قطاع باب البكوش من الولاية السادسة، ومعه وحدات الولاية الخامسة ٤٥ كتيبة من الولاية الرابعة من بينها كتيبتان الكريمية والزبيرية وأضيفت وحدات جهوية لتعزيزهم، وبذلك بلغ عدد المجاهدين لا بأس به ...
قرر سي محمد القيام باشتباكات مشددة طيلة ١٥ يوما ضد العدو، وفي أثناء ذلك قدمت الكتيبة الزبيرية من المدية وغنمت ٢٥ قطعة سلاح من بينها مدفع رشاش، وبقينا في اشتباكات مستمرة مع العدو، رغم القذف الجو، واستعمال النبالم ضدنا.
النابالم، مستعمل بكثرة ضدنا، وعندما نشتبك مع العدو نحتل المرتفعات فيصعد إلينا العدو، وعن الطلقات الاولى من جانبنا ينسحب الجند الفرنسي من ميدان المعركة، ويبدأ سلاح الطيران في العمل مستعملا الرشاشات والنبالم، يلقى من الطائرات الثقيلة ب ٢٦ والخطة التي يستعملها المجاهدون في هذه الحالة هي أن يلتصقوا بالجيش الفرنسي المنسحب ويلاحقونه وعندئذ يصب (النابالم) على المرتفعات المهجورة، وهكذا فإن خطط حرب العصابات وسرعة الحركة هي التي تمكن جيش التحرير من النجاة من النبالم.