ولما تحقق قادة الثورة من أن فرنسا عازمة على مواصلة الحرب وإبادة الشعب، عزموا على تكوين جيش منظم تنظيما عصريا من الشباب ليدافع عن الوطن، فبدأوا يجمعون الشباب ويرسلونهم الى القطرين الشقيقين تونس، أو المغرب الأقصى، ومن ثم يوزعونهم، فبعضهم يذهب الى الشرق العربي، وبعض الى أوربا أو الصين الشعبية يتدربون على حرب العصابات ويتلقون دروسا على مختلف الأسلحة العصرية، والبعض من هؤلاء الشباب يبقى في القطرين الشقيقين يزاول تدريباته، وبعد ما ينتهي الشباب من التدريبات العسكرية، يرجعون الى تونس أو المغرب ليدخلوا إلى الوطن.
في هذه الفترة بدأ جيش التحرير يتكون على أساليب ونظم فنية، وسلاح عصري، وتمركز على الحدود الجزائرية من جهتي الغرب والشرق.
وكانت الحكومة الفرنسية على علم تام بهذه الخطة، فأراد الجيش الفرنسي أن يحمل تونس والمغرب ليضمن الحدود غير أن الحكومة الفرنسية خافت من تدخل جمعية الأمم لأن تونس والمغرب عضوان فيها، فعمدت الى تطويق الحدود الجزائرية من جهتي القطرين معا بأسلاك شائكة مكهربة ملغمة لتمنع تسرب المجاهدين من الدخول الى الوطن، وتمنع كذلك المؤنة والذخيرة الحربية من الدخول الى الجزائر، وسمته (خط موريس) لأنه هو صاحب الفكرة، وفي نفس الوقت كان وزير الدفاع ...
هذه السدود من الأسلاك الشائكة عاقت كثيرا أعمال الجبهة، وعرقلت نشاطها، وسببت لها صعوبات كثيرة ومتاعب جمة، كان أغلب الجيش الفرنسي في الحدود، ومجهزا بالرادار، فكل من يقترب من الأسلاك الا وينقل إحساسه في الحال الى مركز المراقبة، لهذا أصبح المرور عليه صعبا جدا رغم الآلات التي