وفى سنة ١٩٥٨م خطت الثورة خطوة حاسمة من تاريخ حياتها وذلك بتأسيس جمهورية جزائرية حرة خارج الوطن ردا على مواجهة العدوان الذى يقوم به قادة فرنسا نحو الجزائر، فكان ردا قويا على مشروع الجنرال ديغول الاندماجي، وكان لهذا) المولود صدى كبير لدى مختلف دول العالم.
وقد تولى تشكيل هذه الحكومة السيد عباس فرحات في بيان رسمي ألقاه على جموع المواطنين العرب الذين دعتهم جبهة التحرير الى الحضور، وقد قوبل البيان بالتصفيق الحاد من طرف الحاضرين.
وفور إعلان قيام حكومة جزائرية بادرت الدول الشقيقة والصديقة بالاعتراف الكامل بها.
ولدت الحكومة الجزائرية في ظروف صعبة جدا ولم تولد على الورق، بل ولدت في ميادين الكفاح والنضالي، وأبرزت الى الوجود على جماجم وأشلاء الضحايا، وأبصرت الثورة فوق الجثث، والكتل البشرية المكدسة في غياهب السجون، ودعم كيانها السلاح والعزيمة الصادقة، فوزراؤها في بطون السجون، ورعاياها ما بين منفى ومشرد طريد، ومحكوم عليه بالإعدام ينتظر الموت الزؤام، ومجند يخوض المعارك الدامية، ويقتحم ميادين القتال وفدائي يتخط خطوط النار.
حكومة أقامها الشهداء الأبرار بإراقة دمائهم وتقديم أنفسهم قربانا للحرية والاستقلال، وتمركزت وترعرعت على جهاد الشعب وتعذيبه، حكومة كان شعارها ونشيدها (الله أكبر)، وصيحة المجاهدين في الجبال وزغاريد النساء ...