سيدخل في بحر هذه السنوات الخمس عشر الشبان الجزائريين على الاقل الموجودين في الوطن الأم جهاز الدولة من إدارة، وقضاء، وجيش، وتعليم، ومصالح عامة، وسيؤخذ هؤلاء الشبان من احدى الجاليات الثلاثة العربية، والقبائلية والإباضية، وذلك من غير أن يؤثر على المعدل المتزايد الذى سيؤخذ في نصاب الدولة من الجزائريين العاملين في الجزائر ذاتها ...
في بحر هذه السنوات الخمس سيرتفع معدل الرواتب والأجور في الجزائر الى مستوى مماثل كما هي عليه في الوطن الأم ...
وفي بحر هذه السنوات الخمس سيوزع مائتان وخمسون ألف هكتار من الأرض على الفلاحين المسلمين، وقبل نهاية هذه السنوات الخمس سيتم الجزء الأول من مشروع الاثمار الزراعي والصناعي الذى ينطوي خاصة على وصول البنزين والغاز الصحراويين، وعلى إقامه مجموعة من مؤسسات التعدين والكيمياء، وعلى بناء منازل لمليون نسمة يضاف الى ذلك ما تحتاج اليه كل هذه الانشآت من تجهيزات صحيحة، وتجهيز المرافق والطرقات واستخدام ٤٠٠ ألف عامل جديد بصفة دائمة ...
وفي بحر هذه السنوات الخمس سيجد ثلث بنات وأبناء الجزائر مدارس تأويهم ...
هذا ما جاء في خطاب الجنرال ديغول، وهذا هو الحل الذى يريد أن ينهي به المشكل الجزائري يعتبر هذا المشروع دليلا على الاتجاه نحو التحاق الجزائر بفرنسا، ولهذا قاومته الثورة بشدة بل إنها هددت المزارعين الذين يقبلون الأراضي الموزعة عليهم من طرف السلطة الفرنسية بالعقاب الشديد ...
جند الجنرال لهذا المشروع الخبراء والفنيين وحث الدول الغربية صاحبة الأموال الطائلة التي تتهالك دائما على هذه الأقطار تقديم الاعانة اللازمة والمساعدة الفعالة لهذا المشروع الضخم، وحصر له مواريد الدولة ومجهوداتها ليعلم العالم عامة والشعب الجزائري خاصة أن فرنسا لن تسلم في الجزائر أبدا ...
وفي هذه المدة تدفق البترول والغاز وفاضا على وجه الارض في الصحراء مما زاد في الجو تعكيرا وارتباكا.