وفي يناير ١٩٥٩م - انتخب الجنرال ديغول رئيسا للجمهورية الخامسة بإجماع وفوض الشعب الفرنسي له جميع السلط ومنحه كل امكانيات التنفيذ، فله أن يفعل ما أراد، ويعمل ما يشاء بدون استشارة المجلس الوطني، وأطلق له اليد في التبديل والتغيير بدون معارض ...
فأصبح يعين الوزراء، وانعقاد دورة المجلس الوطني، ان احتاج اليه، وان شاء حله، فالدستور يخول له ذلك لأنه أعطى سلطة مطلقة لرئيس الجمهورية الا أنه حدد مدة اقامة رئاسته بسبع سنوات، ثم يجدد انتخابه، بفضل هذه السلطة كلها أصبح الجنرال هو الرجل الوحيد في فرنسا والمرشد لها، فأخد يعالج في المشاكل الداخلية والخارجية. وأدخل على جميع أجهزة الدولة إصلاحا عاما. وكان يضع الأسس لبناء نهضة جديدة تتمشى مع شخصيته وسمعته العالمية وتاريخ فرنسا العظيم، وهيبتها كدولة قوية في العالم لها تاريخ تليد حتى يتمكن الشعب الفرنسي من الاستقرار والهدوء، ويساير الدول العظام، وهذا الإصلاح الذي أراده الجنرال لن يكتب له النجاح، ولن ينفذ تنفيذا حقيقيا الا بإزالة المثبطين من طريقه ...
وكان بعض الضباط من الجيش يعارضونه، ولا سيما من أحزاب اليمين، فبدأ بتصفيته من العناصر المتطرفة وإقصائها تماما عن الحكم المدني في الجزائر لأن الوزير المقيم سابقا كان قد فوض الحكم للجيش في البلاد بدون مراقب فحكم الجيش الفرنسي المدنيين الجزائريين حكما عسكريا فلما تمكن الجنرال من الحكم أراد أن يجرده من جميع السلطة المخولة له ويقصيه عن الحكم المدني، وعن الخوض في السياسة، ويحصر مهمته في الحرب فقط ضد الثوار، ويرجع الحكم الى المدنيين ... فبهذه العمليات والاصلاح والتطهير يتسنى له تطبيق برنامجه، فأخذ في تنقية القادة الكبار وتجريدهم من الحكم المدني، ونقل بعضهم إلى