بحث العملاء والمفكرون من هذه الامة قديما وحديثا في هذه التدهورات الخطيرة المستمرة، فلم يجدوا لها علاجا ناجعا الا بالرجوع الى الاسلام وترك الجري وراء القوانين المستوردة من الخارج. والكف عن تطبيقها والتشبث بها، الاسلام هو الذى يحقق لهذه الأمة ما تصبوا اليه من آمال وحرية وسيادة هذا هو الحل الوحيد اذا أراد المسلمون.
لقد زال الاستعمار بموجته الطاغية من بلدان المسلمين، وذلك بفضل الله ثم بفضل الاتحاد والكفاح المسلح الذى خاضه العالم الإسلامي حتى أخرجه منها لكنه ترك من ورائه مخلفاته، تعيث في هذه الأوطان فسادا ...
كان من الواجب على الشعوب الاسلامية أن تطبق أحكام الاسلام - من بعد الاستقلال - مباشرة لتحل محل قوانين الاستعمار الجائرة التي لا تمت بأي صلة الى طبيعة المسلمين. بعد ما زال حكمه، والاسلام هو مبدؤهم الأول والأخير، وأنه يحمل أعدل القوانين وأسماها الى الانسانية جمعاء. كما هو الواقع، وكما يعتقده جميع المسلمين، حتى المنصفون من علماء الغرب وغيرهم.
يتمنون لحكامهم أن يسوسوا رعاياهم على مقتضاه.
فبدون الاسلام لا يستطيع المسلمون أن يكونوا أمة قوية أبدا تصمد أمام أعدائها الذين يتربصون بها الدوائر، ولا يكونون وحدة متماسكة متينة تغمرها السعادة والكرامة. وما فائدة الانتساب اليه بدون العمل به؟
يجب على المسلمين أن يشرعوا في بناء الدولة الكبرى التي توفر لها من الامكانيات والصلاحيات في هذه الظروف ما لم يتوفر لها في غيرها. فبهذا وحده فقط يقضون على التدهورات الخطيرة التي أصابت المسلمين في الماضي والحاضر. وبهذا يكونون قد