معركة الونشريس: جرت هذه المعركة على الصفة التالية، بقينا ١٥ يوما في اشتباكات متصلة مع العدو، والعدو لم يكن يتوقع منا هذا الاستقبال فانسحب من المنطقة تاركا منشورا يعطى للمجاهدين مهلة ٨ أيام للاستسلام (وفي الوقت نفسه أعلن الناطق الرسمي بلسان القيادة الفرنسية عن إبادتنا جميعا) فسحبنا الجرحى والمصالح الإدارية، وعقدنا اجتماعا جديدا قرر أثناه سي محمد ما يلى:
أولا: انسحاب الفرقة الرابعة الى داخل الولاية الرابعة.
ثانيا: التوغل في المناطق الخامسة التي كنا انسحبنا منها لنكون فراغا حول العدو بعد المعارك العنيفة التي جرت فيها، وعندما رجع العدو بقوات ضخمة ليسحق كتائبنا التي ألحقت به أضرارا كبيرة لم يجد شيئا فقرر البحث عنا في جبال منطقة الجزائر العاصمة، وفي أثناء البحث كانت كتائب الولاية الخامسة من خلفه تتوغل من جديد في مناطقها، وتوزعت على شكل فرق صغيرة من الفدائيين تتبعهم الأجهزة الادارية والجرحى.