وحدكم نتوجه بندائنا هذا، فأنتم الذين ستكونون لنا أو علينا ... الى جماهير الشعب بصفة عامة، والمكافحين بصفة خاصة ... الغرض من إصدار هذه المنشورة، هو أن نوضح لكم الأسباب العميقة التي دفعتنا الى الكفاح، وكذلك لكى نشرح لكم برنامجنا.
ان كفاحنا مبنى على أساس التحرير الوطني في نطاق الشمال الأفريقي، كما أننا نرغب في أن ننزع عنكم تلك البلبلة التي يعمل على تمتينها الاستعمار وعملاؤه من الاداريين والسياسيين المتعفنين، ونعتبر - قبل كل شيء - أن اقتراب حلقة كفاحنا الماضية قد وصلت اليوم الى حلقتها الأخيرة، ان مراحل كفاحنا الطويل، قد وصل اليوم بالحركة الوطنية الى مرحلتها الأخيرة، تعمل حركتنا الثورية على توفير كل الظروف المواتية لحفز كفاحنا التحريري. ونرى أن يكون الشعب في النطاق الداخلي موحدا تحت شعار الاستقلال والعمل، وفي النطاق الخارجي ستعمل ثورتنا على إيجاد الجو الهادئ الذي يساعد على حصولنا على معونة إخواننا العرب وحل مشاكلنا الثانوية بالطرق الدبلوماسية ان الحوادث الثورية الجارية اليوم في كل من مراكش وتونس لتبين بوضوح كيف يكون الكفاح التحريري لشمال افريقيا؟ وفي هذا بالخصوص نود أن نقول بأننا كنا منذ زمن طويل أصحاب فكرة ووحدة شمال افريقيا، وتوحيد الكفاح والعمل من أجل التحرير والوحدة المنشودة، ولكن لم تتكون هذه الوحدة بكل أسف حتى اليوم، إلا أننا نرى اليوم كلا من تونس ومراكش قد أخذت بعزم طريق الكفاح المشترك من أجل الحرية والوحدة بينما تخلفنا نحن عن المسير، وبقينا نعاني آلام من سبقنا في الطريق الذي كان من واجبنا أن نكون أول من سلكه، فقد كنا في الماضي أصحاب الدعوة لهذا الطريق، وهكذا تنكبت حركاتنا الوطنية بسبب أعوام مضت علينا من الخمول والعمل الروتيني والتوجيه الخاطئ، وافتقاد التأييد الواجب من الرأي العام ...
كل هذه الظروف والعوامل جعلت الحركة الوطنية تتكمش يوما بعد يوم وهذا ما جعل الاستعمار يعتقد أنه أحرز من وراء ذلك نصرا كبيرا في حربه ضد القوى التقدمية الجزائرية.