من أنهم يهذبون الانسانية ويحملون اليها المساواة والحرية والاستقلال الا ان الشواهد والتجارب تكذب هذه الادعاآت الزائفة والأقوال الباطلة ...
كان الجيش الفرنسي يعامل المقاتلين الجزائريين الواقعين في قبضته معاملة وحشيه، لم يطبق عليهم قانون أسرى الحرب ولم يكتف بذلك بل كان يتعرض للوحدات الجزائرية التي كانت تحمل أسرى الحرب الفرنسيين عبر الحدود التونسية أو المغربية ليطلقوا سراحهم ...
ومع هذا فقد وجه قادة الثورة عنايتهم بوجه خاص الى حالة الشبان الأجانب الذين كانت السلطات الفرنسية تجندهم من الأجانب عنها- المسمين بالفرقة الاجنبية- بغير رضاهم، وقد أنشأوا عددا من المكاتب، تتولى أمر إعادة هؤلاء الجنود الفتيان الى أوطانهم، ففي سنة ١٩٦٠م بلغ عدد المعادين الى أوطانهم عبر الحدود المغربية وحدها ٣٢٩٩ جنديا فرنسيا ...
قام ذووا الضمائر الحية من الفرنسيين بمعارضة الحرب في الجزائر معارضة شديدة، وأصدروا بيانا أمضى فيه أكثر من ١٣١ شخصا يمثلون الفكر والآداب والعدل والمساواة أمثال) بول ساتر) وسيمون دى بوفوار، وفرانسو ساجان وغيرهم دعو الجنود الفرنسيين الذين يقاتلون في الجزائر الى تبرئة ضمائرهم بحيث يهملون الأوامر التي تتفق مع المبادئ الإنسانية، وانضم رجال الكنيسة الى التنديد بأعمال التعذيب واستنكروها، ودللوا بذلك على تطور موقف الكنيسة إزاء القضايا الاستعمارية.
كان قادة الجيش الفرنسي يظنون أن مشروع ديغول في تقرير مصير الجزائر لم يكن جديا، ولهذا قال الجنرال ماسو في خطابه الذى ألقاه على جموع المعمرين بمدينة الجزائر يوم ٢٩ من أكتوبر ١٩٥٩ قال: "لقد أتيت إليكم لأؤكد لكم أنه لم يتغير شيء، وأن عمليات التهدئة مستمرة، وسوف تستمر بنفس الوسائل، وإنى أدرك قلقكم كفرنسيين منذ أن تقدم الجنرال ديغول بمشروعه الجديد، فأؤكد لكم علنا أنكم متمسكون بفرنسا.
والاختيار الذي سيسمح لكم وحدكم مع الجيش الذي هو بالقرب