ج- تحديد العلاقات بين الجزائر وفرنسا تكون موضوع مفاوضات بين الدولتين على قدم المساواة والاحترام المتبادل ...
كانت السلطة الفرنسية قبل مجيء الجنرال ديغول غير مستعدة للاعتراف بجبهة التحرير كمفاوض شرعي متحدث باسم الجزائر، فلما آل الأمر الى الجنرال لم يتكلم على المفاوضة وإنما تكلم على سلم الأبطال. واستمر على رفضه في الدخول فيها مع جبهة التحرير حتى بعد إصدار مشروعه بتقرير المصير ...
ولما كانت الحرب في تصاعد، وجميع برامج الحرب والقوات فشلت والثوار لم يستجيبوا للنداء الذي تكلم عليه الجنرال، ومنه حب أن يتصل بجبهة التحرير ليعرف نواياها.
وفي صيف سنة ١٩٦٠ أراد الجنرال أن يجس النبض بشبه محادثة رسمية مع جبهة التحرير، ولم يفعل ذلك الا بعد تردد شديد، فتلاقى الوفدان من الحكومتين، وأدلى كل واحد منهما بنظريته فيما يخص القضية الجزائرية، ولما كانت وجهة النظر متباينة، رجع كل منهما الى بلاده، ولم تغير هذه المحادثة من الوضعية شيئا ...
هذا مما يدل دلالة واضحة على أن الجنرال ديغول عندما تولى السلطة لم يكن مستعدا لتقبل النهاية التي وصلت إليها الثورة الجزائرية، ألا وهو الاستقلال التام ووحدة التراب الوطني، وتسليم السلطة الى الجزائريين، ولهذا نميل الى الرأي القائل بأن الجنرال لم تكن لديه سياسة محددة اتجاه الجزائر الا أن آراءه قد تطورت تحت ضغط الحوادث العالمية، وأمام صمود الثوار على وجه الخصوص ...
وتقرير المصير الذى اعترف به، والاستفتاء الذى يريد إجراءه في الوقت المناسب كما يقول يشكلان عقبة كأداء في وجه الثورة الزاحفة الى الأمام.
بعث الجنرال الى القوات المسلحة الفرنسية والموظفين الفرنسيين في الجزائر- بعد أسبوعين من اعلان مشروعه-