للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي فتح مكة المكرمة نادى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (يا معشر قريش ان الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعظمها بالآباء) وقال أبو ذر الغفاري رضى الله عنه لرجل يا ابن السوداء فقال له النبي الكريم: (طف الصاع طف الصاع ليس لابن البيضاء على ابن السوداء فضل الا بالعمل الصالح ... ).

والشعائر الاسلامية كلها تعمق هذه المعاني في نفوس المسلمين جميعا فصلاة الجماعة والصيام والحج كلها تعمل عملها في تعميق المساواة بين أفراد المجتمع الإسلامي، وبلغت المساواة ذروتها عندما يقول الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه:) سلمان منا أهل اليت) ويقول عمر بن الخطاب رضى الله عنه: (أبو بكر سيدنا وأعتق سيدنا) ويقصد بذلك بلال رضى الله عنه. كما يقول أيضا عندما ما حضرته الوفاة: (لو كان سالم مولى أبي حذيفة حيا لاستخلفه).

العدل في الاسلام واجب على الجماعة والفرد، ويقول الله سبحانه وتعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ} (١).

ويخاطب الله سبحانه وتعالى المؤمنين جميعا بقوله: {يأيها يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} (٢).

العدالة الاسلامية لا تعرف العواطف حتى ولو كان الخصم قريبا أو صاحبا أو والدا أو غنيا أو فقيرا، فالقاضي والشاهد لا شأن لهما بذلك، والله أولى بالجميع: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا} (٣).


(١) سورة النساء
(٢) سورة المائدة
(٣) سورة النساء

<<  <   >  >>