للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نسبه بسلطان الأولياءِ إبراهيم بن أدهم رضي الله عنه وكان صاحب الترجمة كوالده من مشاهير الصوفية بالشام له الوقار والهيبة وعنده إلمام بمعارف كثيرة وكان مع ذلك أديبا بارعًا حسن المحاضرة وله اطلاع كثير على الأشعار والنوادر ترجمه المحبي وقال: ورأيت بخطه مجموعًا فيه كل معنى نادر وحكاية مستلذة وكان رحل إلى الروم في سنة ١٠٢٨ ونال بعض جهات في الشام ثم قدم دمشق وأقام في داره بالصالحية وكان مخالطا للأدباء وله كرم وإيثار لا يزال محله غاصا بأهل الأدب والمعرفة وكان يجري بينهم وبينه محاورات وكان ينظم الشعر وشعره مستحسن فمن مشهور ماله قوله وكتب به إلى فتح الله بن النحاس الحلبي الشاعر المشهور ويستدعيه إلى محله:

أن أغلق الأعداء أبوابهم … عني ولم يصغوا إلى نصحي

وزرتني يوما ولو ساعة … في الدهر تبغي بينهم نجحى

علمت أن الحق من لطفه … قد خصني بالنصر والفتح

لا زالت في عز مدى الدهر ما … غردت الأطيار في الصبح

فراجعه الفتح المذكور بقوله:

مولاي يا من خصه ربه … بين الورى بالنصر والفتح

في الظهر والعصر إلى بابكم … أسعى وفي المغرب والصبح

وكيف لا أسعى إلى باب من … في وجهه داع إلى النجح

لا زلت من قدح العدا سالما … ولا خلا زندك من قدح

ولصاحبه الترجمة أيضًا قوله:

إذا اجتمعت في المرء سبع خصائل … تدانت له الدنيا يقينًا بلا شك

حياء وعلم وانقياد وعفة … ولطف وإحسان ومعرفة التزكي

وقرأت بخطه أن ولادته كانت في أول ساعة من نهار الخميس ثامن ذي الحجة سنة إحدى وتسعين وتسعمائة وتوفي ليلة الثلاثاء أربع عشر جمادي الأولى سنة سبعين وألف وصلى عليه بالجامع المظفري ودفن بروضة السفح القاسيوني والمرزناتي نسبة إلى جده الشيخ محيي الدين المرزناتي المقدم ذكره وأصله المرزبان وهو بالفراسية السلطان انتهى.

<<  <   >  >>