للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقول لابنه عبد الله احتفظ بهذا المسند فإنه سيكون للناس إمامًا وعن حنبل بن إسحاق قال جمعنا أحمد بن حنبل أنا وصالح وعبد الله وقرأ علينا المسند وما سمعه منه غيرنا وقال لنا هذا الكتاب قد جمعته وأتقنته من أكثر من سبعمائة ألف وخمسين ألفا فما اختلف المسلمون فيه من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فارجعوا إليه فإن وجدتموه فيه وإلا فليس بحجة - وصنف التفسير وهو مائة ألف وعشرون ألف حديث - وصنف التاريخ والناسخ والمنسوخ والمقدم والمؤخر في كتاب الله تعالى وجوابات القرآن والرد على الزنادقة في دعواهم التناقض في القرآن والرد على الجهمية وفضائل الصحابة والمناسك الكبير والصغير وكتاب الزهد وحديث شعبة وغير ذلك من الكتب.

[ذكر بعض ما أنشده من الشعر له ولغيره]

عن أحمد بن يحيى قال كنت أحب أن أرى أحمد بن حنبل فسرت إليه فلما دخلت عليه قال لي فيم جئت قلت في النحو والعربية فأنشد أحمد بن حنبل رضي الله عنه:

إذا ما خلوت الدهر يومًا فلا تقل … خلوت ولكن قل علي رقيب

ولا تحسبن الله يغفل ساعة … ولا أن ما يخفى عليه يغيب

لهونا عن الأعمال حتى تتابعت … ذنوب على آثارهن ذنوب

فيا ليت أن الله يغفر ما مضى … ويأذن في توباتنا فنتوب

إذا ما مضى القرن الذي أنت فيهم … وخلفت في قرن فأنت غريب

وعن علي بن خشرم أنه سمع أحمد بن حنبل يقول:

تفنى اللذاذة ممن نال صفوتها … من الحرام ويبقى الأثم والعار

تبقى عواقب سوء من مغبتها … لاخير في لذة من بعدها النار

وروي من قوله في علي بن المديني:

يا ابن المديني الذي عرضت له … دنيا فجاد بدينه لينالها

ماذا دعاك إلى انتحال مقالة … قد كنت تزعم كافرًا من قالها

أمر بدا لك رشده فتبعته … أم زهرة الدنيا أردت نوالها

ولقد عهدتك مرة متشددًا … صعب المفادة التي تدعى لها

<<  <   >  >>