للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المترجم العلامة العليمي في طبقاته وأثنى عليه كثيرًا رحمهم الله جميعًا آمين.

* القاضي نجم الدين بن مفلح

عمر بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن محمد بن مفلح الراميني الأصل الصالحي الدمشقي قاضي القضاة نجم الدين أبو حفص ابن قاضي القضاة شيخ الإِسلام برهان الدين أبي إسحاق إبراهيم الشهير بابن مفلح قاضي قضاة الحنابلة بدمشق الشيخ الإِمام العالم العلامة البحر النحرير الجهبذ الفهامة شيخ الإِسلام أوحد العلماء الفخام تقدمت ترجمة أبيه وجده وأبي جده وجد جده ولد بدمشق سنة ثمان وأربعين وثمانمائة وأخذ الفقه وغيره عن والده وغيره ولما توفي والده في أواخر سنة أربع وثمانين وثمانمائة ولي مكانه قاضيًا بدمشق واستمر في القضاء إلى أن عزل في دولة الملك الظاهر قانصوه في شوال سنة أربع وتسعمائة

واستقر عرضه القاضي بهاء الدين بن قدامة ولم يقدر توجهه إلى دمشق فأعيد صاحب الترجمة إلى ولاية القضاء واستمر إلى أن عزل بالقاضي بهاء الدين المشار إليه في أواخر سنة تسع وتسعمائة وقدم إلى دمشق في أوائل سنة عشر وتسعمائة وهو متوعك البدن فأقام ثلاثة أشهر وتوفي في شهر ربيع الآخر من السنة المذكورة فلم يزل صاحب الترجمة قاضيًا إلى أن توفي في شوال سنة تسع عشرة وتسعمائة وكانت وفاته ليلة الجمعة ثاني عشر الشهر المذكور وصلى عليه بعد صلاة الجمعة في الجامع الأموي وحضر للصلاة عليه نائب الشام سيباي والقضاة الثلاثة وخلائق لا تحصى ودفن على والده بالروضة من سفح جبل قاسيون.

قال المؤلف الغزي ورأيت بخط مفيد صاحب الترجمة القاضي أكمل الدين ما صورته ولما توفي جدي قاضي القضاة نجم الدين عمر المشار إليه في التاريخ المذكور تولى القضاء بدمشق ولده عمي قاضي القضاة شرف الدين عبد الله عوضًا عن والده بحكم وفاته واستمر قاضيًا إلى أن أزال الله دولة الجراكسة وتولى السلطان سليم خان بن عثمان فدخل دمشق سنة اثنين وعشرين وتسعمائة فرفع القضاة الأربعة وولى قضاء الشام لزين العابدين الفتري مفردًا واستمر إلى أن عاد السلطان من مصر انتهى قلت ومن ذلك العهد إلى زماننا هذا إنما ينصب قاضيًا للحنابلة أو الشافعية أو المالكية القاضي الحنفي المولى من طرف السلطان فهو قاضي القضاة وينصب له نوابًا من الحنفية

<<  <   >  >>