للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تقي الدين مولده باليمن سنة تسع وتسعمائة ترجمه الحافظ النجم الغزي فقال قرأ على شيخ الإسلام الوالد جانبا من صحيح مسلم وشيئا من تفسير القاضي البيضاوي وعرض عليه أماكن من الخرقى وسمع كثيرا من دروسه وكان يكتب كتب الصوفية كتب الفتوحات وغيرها للشيخ الأكبر محيي الدين بن العربي قدس الله تعالى سره وكان يعتني بكلامه كثيرا وكان الناس يترددون إليه لكتابة الحروز وغيرها انتهى وكان صاحب الترجمة له محبة عظيمة للأولياء والصوفية عالما عاملا معتقدا للخاص والعام محببا للناس آية في الأنس واللطافة ذا هيبة ووقار وهداية واستبصار وأجمع الناس على اعتقاده وترك انتقاده ولم يزل على هذه الطريقة المثلى والصراط المستقيم إلى أن درج إلى مدارج العفو والغفران فتوفي في تاسع عشر رمضان سنة خمس وثمانين وتسعمائة وصلي عليه

بمشهد عظيم حافل ودفن بتربة مسجد الاقدام انتهى. وترجمه البدر حسن البوريني في تاريخه. فقال هو الشيخ الذي ثبت صلاحه وتقرر فلاحه وحسنت أحواله وصدقت أقواله وكان على أسلوب المتقدمين في سلوكه اجتمعت به في صالحية دمشق في حدود سنة خمس وسبعين وتسعمائة وكان ابتداء الاجتماع به في المدرسة العمرية لأنه كان إمامها وكانت له حجرة بها وكان يأتي إليها من بيته في الثلث الأخير من الليل فيشعل سراجه من قنديل المدرسة ويستفتح في قراءة القرآن العظيم إلى وقت الصلاة فيقوم ويصلي بالناس ثم يرجع إلى حجرته ويشتغل بالأوراد إلى طلوع الشمس فبعد ارتفاعها يصلي الضحى ثم يسير إلى المدرسة دار الحديث بالصالحية أيضًا فيدرس بها فقه الإمام أحمد وغير ذلك من حديث ونحو قرأت عليه بالمدرسة المذكورة الأذكار للإمام النووي وانتفعت بعلمه ودعائه وكان كثير التغفل فيما يتعلق بأمور الدنيا بحيث أنه كان يسأل غالب تلاميذه كل يوم عن أسمائهم ومن أي بلد هم وكانت معرفته بالعلم الروحاني مقطوعا بها من غير شبهة انتهى.

* الاستاذ محمد الخريشي

محمد بن أحمد المقدسي الشهير بالخريشي الشيخ العالم الفاضل الهمام الفقيه أوحد عصره فضلا ونبلا ووحيد دهره في العلوم عقدا وحلا ترجمه الأمين المحبي في تاريخه فقال ترجمه الشمس الداودي رحل إلى القاهرة واشتغل في الجامع الأزهر وغيره وأقام

<<  <   >  >>