للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولا زال عون الله يرعى ديارهم … ومزن عطاياهم تسح ولا تبطي

إن أحسن ما جرى به القلم في ميدان الكلام وتفجرت به ينابيع البلاغة وصغت له آذان الأفهام وتجلت به وجوه الطروس في كل رحيل ومقام وحسنت به مطالع الابتداء وتزينت به مقاطع الاختتام سلام تهطل مواطره في سوح تلك الأندية وتتضوع زواكيه وتتمايل أزاهره في رياض تلك الأفنية وتتجلى شموسه على تلك المعاهد والأبنية وتتسابق جياد سوابقه إلى تلك النواحي والأرجية أخص بذلك توأمي الفضل ورضيعي لبانه وممتطيي صهوة المجد وممسكي عنانه وراسمي خطط البر ومؤسسي بنيانه وغارسي دوحته ومطيلي أفنانه الجنابين الفخيمين سيدي الحاج محمد وسيدي الحاج مصطفى لا زال ينبوع الفضل

ومعدن الوفا ولا قطع المولى عنهما عوائد كرمه وإحسانه ولا عدتهما سوابغ فضله وامتنانه انتهى كلام المسيري. وذكر العم في كشكوله أيضًا قصيدة في مدح صاحب الترجمة طويلة الذيل للعلامة السيد عبد الله المكتبي مطلعها:

قم يا نديم بدورنا قد تاهوا … في ذا الجمال وللشجي أتاهوا

ويحكى عن المترجم مناقب في الورع يطول ذكرها جدًا ولم يزل على وتيرة العبادة والنسك وحسن السيرة إلى أن توفاه الله تعالى وكانت وفاته ليلة الجمعة سلخ جمادي الثانية سنة تسع وستين ومائتين وألف ودفن في سفح قاسيون في تربتنا الشطية قرب المغارة الجوعية رحمه الله تعالى وأرخ وفاته العالم الشيخ إبراهيم العطار بقوله:

مرقد من جنة الخلد به … ماجد بعهد مولاه وفي

كامل مهذب ذو ورع … بكت التقوى عليه أسفا

ورده القرآن يتلو مخلصًا … وحديث الهاشمي المصطفى

إن رضوان الإله اتحفا … أرخوا طيبا ضريح مصطفى

* العلامة الشيخ حسن الشطي

ترجمه حفيده أستاذي العم مراد أفندي رحمه الله في مسودته فهو حسن بن عمر بن معروف الشطي الدمشقي مولدًا ووفاة البغدادي أصلا الشيخ الإمام العلامة

<<  <   >  >>