للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بلاد بها ينسى الغريب بلاده … ويسلو أهاليه مع الصحاب والرهط

بلاد بها روض المسرة فائح … وبدر علاها لا يميل إلى حط

يضوع بها ضوع المسرة عابقًا … وتنهل مزن البشر فيها بلا قنط

تكنفها الجنات من كل جانب … فأربى الشذا فيها على المسك والقسط

وكم نهر فيها يجوس خلالها … وكم جدول ينساب في الدر كالرقط

وكم من مزارات بها ومشاهد … يلوح سناها للمصيب وللمخطي

وكم ماجد فيها وكم عالم بها … تجربه ذيلا على زبة القرط

وكم صالح قد حل في فيح سوحها … به يستقي غيث السماء إذا يبطئ

أخا الحزم يمم نجوها واثو عدنها … وجزلجها وأهبط ببحبوحة الشط

تجد مستناخًا آهلا ومبوأ … رحيبًا وقومًا فضلهم جل عن ضبط

بهم سارت الركبان في كل وجهة … وطيب ثناهم قد دعا الناس للغبط

أناس تراهم لا تتوق نفوسهم … لغير العلى من غير شوب ولا خلط

وهمتهم غرس المكارم في الورى … وكسب المعالي والتقصي عن الرمط

وكم أسسوا آثار فضل ومهدوا … قواعد بر بدرها غير منحط

ولم تلق فيهم غير بر وماجد … وذلك دأب للشباب وللشمط

تنبه كل للمراد من الدنا … فسارع في مرضاة خالقه المعطي

ولم يثنهم عن منهج الرشد صارف … ولا غرت الدنيا بشيل ولا حط

ولا نظروا شذرًا ولا أثروا بها … ولا اشتغلوا بالثلب والطعن والغمط

نواديهم بالعلم والذكر حية … وأرقابهم عن منتمى الخير لا تخطي

وسيرتهم بين الأنام حميدة … ومنهجهم جار على منهج القسط

ومنزلهم مأوى الكرامة دائمًا … وشأنهم يرضي الإله بلا سخط

وما الشام إلا مقلة هم سوادها … وسمط لال هم فرائد في السمط

وما الشام في البلدان إلا قصيدة … وهم بيتها أكرم بالآباء والسبط

أدام إلهي فضلهم متضاعفًا … ورشحهم بالأيد والفضل والبسط

وصانهم من كلّ كرب وآفة … ومن شر ذي ومن كيد ذي ضغط

<<  <   >  >>