للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الجوزي فيه مدائح كثيرة صنف القاضي أبو يعلي تصانيف كثيرة منها التعليقة في الخلاف والمفردات وشرح المذهب والنكت والإِشارات في المسائل المفردات وقرأ عليه المذهب والخلاف وحدث وسمع منه جماعة كثيرة توفي ليلة السبت خامس جمادي الأولى سنة ستين وخمسمائة وصلى عليه ولده أبو منصور بجامع القصر ودفن بمقبرة باب حرب عند أبيه وجده وكان ولده المذكور فاضلًا أديبًا ولد سنة ست وثلاثين وتوفي شابًا سنة خمس وسبعين وخمسمائة رحمهم الله.

* الشيخ عبد القادر الجيلاني

عبد القادر بن أبي صالح عبد الله بن جنكي دوست بن أبي عبد الله الجيلي ثم البغدادي الشيخ الإِمام العالم السيد الكبير الزاهد شيخ العصر وقدوة العارفين وسلطان المشايخ وسيد أهل الطريقة في وقته محيي الدين أبو محمد صاحب المقامات والمواهب والكرامات والخوارق الباهرات والعلوم والمعارف والأحوال المشهورة وبعض المؤرخين يذكر له نسبة إلى علي بن أبي طالب رضي

الله عنه وهو سبط أبي عبد الله الصومعي وبه كان يعرف حين كان بجيلان ولد الشيخ محيي الدين سنة سبعين وأربعمائة بكيلان وأما صفته فكان نحيف البدن مربوع القامة عريض الصدر عريض اللحية طويلها أسمر اللون مقرون الحاجبين ذا صوت جهوري وسمت بهي وقدر علي وعلم وفي وكان إمام الحنابلة وشيخهم في عصره قدم بغداد شابًا ابن سبع عشرة سنة واشتغل بالقرآن حتى أتقنه وتفقه بأبي الوفاء بن عقيل وأبي الخطاب الكلوذاني والقاضي أبي الحسين بن الفرا والقاضي أبي سعد المخرمي مذهبًا وخلافًا وفروعًا وأصولًا وقرأ الأدب وسمع الحديث من جماعة كثيرين وصحب من مشايخ الطريقة الشيخ أبا الخير الدياس وأخذ عنه علم الطريقة وتأدب به وأخذ الخرقة الشريفة من يد شيخه القاضي أبي سعد المخزمي بالسند إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعقد مجلس الوعظ سنة إحدى وعشرين وخمسمائة وقد أظهر الله تعالى الحكمة من قلبه على لسانه ولما ضاق على الناس الموضع حمل كرسي الشيخ إلى خارج البلد وجعل في المصلى وكان الناس يجيئون على الخيل والبغال والحمير والجمال ويقفون كالسور وكان يحضر المجلس نحو سبعين ألفًا ويتوب عنده خلق كثير ودرس بمدرسة أستاذه

<<  <   >  >>