للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقول عنه حريري الزمان وممن أثنى عليه الفاضل أحمد الشرواني اليمني في حديقة الأفراح لإزالة الأتراح قال: القول فيه أنه طرفة الراغب وبغية المستفيد الطالب وجامع سور البيان ومفسر آياتها بألطف تبيان أفضل من أعرب عن فنون لسان العرب وهو إذا نظم أعجب وإذا نثر أطرب فوالعصر أنه لإمام هذا العصر أخبرني بديع الزمان شيخنا الشيخ عبد الله بن عثمان أن هذا الفاضل الأديب أبدع في نظمه مغني اللبيب وأبرز أسرار البدائع بتصانيفه المشتملة على اللطائف والروائع ومن شعره:

قد زارني والليل يحكي فرعه … ظبى الشذا أنا في النحول كخصره

فجنيت من وجناته ما اشتهى … ورشفت من حبيب بحمرة ثغره

وسكرت حتى مست مثل قوامه … طربا ولم أشعر عواقب وزره

ويطربني قوله لا فض فوه:

قلت لما قال لي خشف الغلا … صف عذاري وقوامي واعجلا

يا عديم المثل قد كلفتني … غير ما أقدر حتى قلت لا

أي لا أقدر من الاكتفاء ولا هي جوابه فاللام عذاره والألف قوامه انتهى. قال العلم ولم أقف على ترجمة مستقلة لهذا الحبر الهمام بل وفقت فوقفت على كتاب بخطه أرسله إلى العلامة الشيخ غنام النجدي نزيل دمشق طلب فيه منه إرسال ما يتيسر له من تراجم أجلاء دمشق وذكر لنفسه المؤلفات المذكورة وقد عاش بعد ذلك سنين ولا شك أنه ألف فيها مؤلفات أخرى وكانت وفاته سنة ١٢٥٠ كما ذكره الشيخ أمين المذكور في مختصر المطالع المقدم ذكره رحمه الله تعالى.

* الشيخ مصطفى البرقاوي قاضي الحنابلة بدمشق

أخبرنا بعض المؤرخين فقال هو مصطفى بن سليمان بن سلمان بن محمد مزهر النابلسي البرقاوي مولدًا وشهرة الدمشقي الشيخ الفاضل العالم البارع الكاتب الماهر قدم دمشق وأخذ عن علمائها وأدرك الشمس محمد الكزبري والشهاب أحمد العطار ولازمهما الملازمة التامة ثم بعد وفاتهما لزم ولديهما العلامتين الشيخ عبد الرحمن الكزبري والشيخ حامد العطار وتفقه عَلَى الشيخ مصطفى السيوطي (المقدمة ترجمته) وكان ذا هيبة ووقار ولي قضاء السادة الحنابلة بدمشق سنة ١٣٢٠

<<  <   >  >>