للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

استحضار كلام الأصحاب انتهت إليه رياسة الفقه وشدت الرحال للأخذ عنه وكان حافظًا مقبلًا على شأنه لين العريكة حلو المفاكهة له مكارم دارة وبشاشة سارة ولي نظارة الجامع الأموي في دمشق والجامع المظفر في صالحيتها مدة طويلة فحمدت سيرته ولم يذكر عنه ما يشينه - ومن مؤلفاته الكتاب العظيم المسمى بمطالب أولي النهي في شرح غاية منتهى ثلاث مجلدات ضخام وله كتاب سماه تحفة العباد فيما في اليوم والليلة من الأوراد جمعه من الأصول الستة وله تحريرات وفتاوي لو جمعت لبلغت مجلدًا وقد روى عنه وانتفع به أناس كثيرون من النجديين النابلسيين وغيرهم وقد أخذ عنه الفقه العلامة الجد وانتفع به وقرأت بخطه تاريخ وفاته وذلك ليلة الجمعة ثاني عشر ربيع الثاني سنة ثلاث وأربعين ومائتين وألف وصلي عليه بجامع بني أمية وكانت جنازته حافلة ودفن بتربة الذهبية حذاء آل أبي المواهب الحنبلي ورثاه تلميذه الشيخ سعيد السفاريني بقصيدة مطلعها:

سهم الحمام على الخليقة منتضي … صبرًا وتسليمًا لما حكم القضا

انتهى قلت أن كتاب غاية المنتهى قد صنفه الشيخ مرعي الكرمي جمعًا

بين الإقناع والمنتهى وصاحب الترجمة شرحه بشرحه المذكور ولما وقع الاعتراض من بعض علماء نجد على مواضع في المتن والشرح المذكورين انتصر المرحوم الجد المذكور فجرد ما زاد منهما على الأصلين المذكورين وبحث وحقق فأيد منها ما شهدت له النقول والروايات ورد منها ما لم يقم عليه دليل كما ذكر ذلك في مقدمة كتابه الذي سماه منحة مولى الفتح في تجريد زوائد الغاية والشرح وقد تأدب مع شيخه غاية الأدب رحمهما الله تعالى وجمع المسلمين آمين.

* الأدب المفنن الشيخ عثمان بن سند

ترجمه العم مراد أفندي المذكور فقال هو عثمان بن سند النجدي ثم البصري الوائلي نسبة إلى وائل بن قاسط بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان الإمام العلامة والرحلة الفهامة حسان زمانه وبديع أوانه خاتمة البلغاء ونادرة النبغاء رحل إلى العراق وأخذ عن علمائها كالصدر السيد محمد أسعد الحيدري مفتي الحنفية والشافعية ببغداد والسيد محمد أمين مفتي الحلة والسيد أحمد الحياتي قاضي بغداد وعلامة العراق والشام

<<  <   >  >>