للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الطبقة الأولى: فيمن عاصروه وأخذ عنهم وأخذوا عنه ممن لم يكن متمذهبًا بمذهبه

* الشيخ معروف الكرخي

معروف بن الفيرزوان أبو محفوظ العابد المعروف بالكرخي منسوب إلى كرخ بغداد وكان أحد المشهورين بالزهد والعزوف عن الدنيا يغشاه الصالحون ويتبرك بمقامه العارفون وكان يوصف بأنه مجاب الدعوة وحكى عنه كرامات وأسند عنه أحاديث كثيرة عن بكر بن حنيس والربيع بن صبيح وغيرهما روى عنه خلف بن هشام البزار وزكريا بن يحيى المروزدي ويحيى بن أبي طالب وحكى عن إمامنا قال رأيت أحمد بن حنبل فتى عليه آثار النسك سمعته يقول كلامًا جمع فيه الخير وسمعته يقول من علم أنه إذا مات نسي أحسن ولم يسي وكان أحمد بن حنبل يقول معروف الكرخي من الابدال وهو مجاب الدعوة وذكر في مجلس أحمد أمر معروف الكرخي فقال بعض من حضر هو قصير العلم فقال أحمد امسك عافاك الله وهل يراد من العلم إلا ما وصل إليه معروف وحكى إسماعيل بن شداد قال: قال لنا سفيان بن عيينة من أين أنتم قلنا من أهل بغداد فقال ما فعل ذلك الحبر الذي فيكم قلنا من هو قال أبو محفوظ معروف قال قلنا بخير قال لا يزال أهل تلك المدينة بخير ما بقي فيهم وقال إبراهيم الحربي قبر معروف الترياق المجرب وقال رجل لمعروف أوصني فقال توكل على الله وأكثر ذكر الموت حتى لا يكون لك جليس غيره واعلم أن الناس لا ينفعونك ولا يضرونك ولا يمنعونك وقال معروف أني لأجد ألم الندم بعد الموت منذ الساعة وقال إذا أراد الله

بعبد خيرًا فتح عليه باب العمل وأغلق عنه باب الجدل وإذا أراد الله بعبد شرًا فتح له باب الجدل وأغلق عنه باب العمل وقال معروف بلغني أن من لعن إمامًا حرم عدله وقال معروف من صلى ست ركعات بعد المغرب غفر له ذنوب أربعين سنة وقال صدقة المقابري رأيت معروفًا في النوم وكأن أهل القبور جلوس وهو يختلف بينهم بالزيحان فقلت يا أبا محفوظ اليس قدمت فقال:

موت التقي حياة لا نفاد لها … قد مات قوم وهم في الناس أحياء

ومات معروف سنة مائتين رحمه الله تعالى ونفعنا به آمين.

<<  <   >  >>