للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

* الشيخ شمس الدين الفارضي

محمد القاهري المعروف بالفارضي الشيخ الإِمام العلامة شمس الدين الشاعر المشهور الذي لم تسمح بمثله الدهور شيخ أهل الأدب ومن أتته الرقة والرشاقة من كل حدب مركز الفصاحة والبلاغة وأحد الأفراد في جودة السبك والصياغة فهو في هذا الشأن المشار إليه بالبنان والمضاهي لقيس سحبان ترجمه الحافظ نجم الدين الغزي في الكواكب فقال أخذ عن جماعة من علماء مصر واجتمع بشيخ الإِسلام البدر الغزي حين كان بالقاهرة سنة اثنين وخمسين وتسعمائة وكان بدينًا سمينًا فقال الوالد البدر المشار إليه يداعبه:

الفارضي الحنبلي الرضى … في النحو والشعر عظيم المثيل

فيل ومع ذا فهو خفة … نقلت كلا بل رزين ثقيل

ومن محاسنه أنه صلى شخص إلى جانبه ذات يوم فخفف جدًا فنهاه فقال أنا حنفي فقال الفارضي:

معاشر الناس جميعًا حسبما رسمت … أهل الهدى والحجى من كل من نبها

ما حرم العلم النعمان في سند … يومًا طمأنينة أصلا ولا كرها

وكونها عنده ليست بواجبة … لا يوجب الترك فيما قرر الفقهاء

فيا مصرًا على تفويتها أبدًا … عدوًا ننبه رحم الله الذي انتبها

وأنشدني شيخنا المحب الحنفي رحمه الله تعالى قال أنشدنا الفارضي لنفسه:

إلا خذ حكمة مني … وخل القيل والقالا

فساد الدين والدنيا … قبول الحاكم المالا

وأنشدنا شيخنا المشار إليه أن الفارضي قال يرثي الشيخ مغوش التونسي المغربي حين مات بمصر:

تقضى التونسي فقلت بيتًا … يروح كل ذي شجن ويونس

أتوحشنا وتؤنس بطن لحد … ولكن مثلما أوحشت تونس

انتهى كلام العجم الغزي في الكواكب وقال الشيخ عبد الحي العكري في الشذرات أنه كانت وفاة صاحب الترجمة سنة إحدى وثمانين وتسعمائة بمصر انتهى.

<<  <   >  >>