للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

محكمة الميدان ثم ولي أمانة بيت المال بدمشق سنة ١٢٨٦ ثم مديرية الأيتام سنة ١٢٩٧ ثم في نحو سنة ١٣٠٣ صار رئيس الكتاب بالمحكمة الكبرى المعروفة بالبزورية وفي سنة ١٣١٥ وجهت له نيابة المحكمة المذكورة فاستمر بها إلى وفاته ومع ذلك فكان حلو المفاكهة حسن العشرة متجملا بالمحاسن. وكانت وفاته في أواسط شوال سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة وألف وقد ناهز السبعين ودفن بمقبرة الدحداح بدمشق وأعقب أولادًا توفي اثنان منهما في حياته أحدهما محمد صالح مات شابا في الأستانة والآخر محمود أفندي مات سنة ١٣١٧ بدمشق عن نحو خمس وأربعين سنة وكان نائب التذكيه بمحكمة الباب ثم بالسنانيه وكان كوالده حالا وقالا وفيه تودد وحسن عشرة توفي بمرض طويل رحمهم الله وأموات المسلمين آمين.

* الشيخ أحمد القدومي

أحمد بن حسين أبو سعيد القدومي النابلسي ثم الدمشقي الشيخ الفاضل

الفقيه الكامل العابد الزاهد المعتقد. المبارك المعمر ولد في قرية كفر قدوم من بلاد نابلس ونشأ بها ثم قدم إلى دمشق في حدود سنة ١٢٦٠ وهو شاب فلازم سيدنا الجد الشيخ حسن الشطي الملازمة التامة وخدمه الخدمة الصادقة وحضر دروسه الخاصة والعامة وأخذ الفقه عنه وعن الشيخ إبراهيم الكفيري وكان يحضر دروس التفسير والحديث عند المرحوم الشيخ سليم العطار وكان ولاه الجد المنوه به خدمة مدرستنا البدرأية وأسكنه دارها الجوالية فبقي على ذلك أيام الجد وولديه المرحومين وأحفاده المحفوظين إلى أن توفي وقد تفقه عليه جماعة من الحنابلة وانتفعوا به وسمعت من فوائده واستجزته فأجازني جزاه الله خيرًا وكان يحفظ تفسير الأجلين ولا يفتر لسانه عن التلاوة والذكر وإذا تلا القرآن يفسره تفسيرًا حسنًا وكان مستحضرًا لمسائل الفقه قوي الحافظه وضيءُ الوجه منور الشيبة ذا دين ويقين وصلاح مبين وللناس فيه اعتقاد عظيم ويدعونه لقراءة الختمات ويستخيرون عنده وكان إذا مرت به آية وعيد يقول أو لا يرون الأفلاك السماوية والآيات البرية والبحرية قاتلهم الله يأكلون خيره ويعبدون غيره ونحو ذلك وكان إذا مس أحد المدرسة المذكورة بأذى يبطش به بطش الشباب ولا يخشى ولا يهاب وشوهد مرة في بعض الأسواق وأمامه أحد أعيان الذميين راكبًا

<<  <   >  >>