للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المقدم ذكرهما ودخل المكاتب الابتدائية وأحرز الشهادة منها ثم دخل تلميذًا في دار المعلمين بدمشق فأتم مدته ونال الشهادة منه سنة ١٣٣٠ وكان من مقدميه المشار إليهم في النبوغ والذكاء ثم صار من معلمي مكتب (نمونة ترقي) في المدرسة الظاهرية وفي سنة ١٣٣٢ ولي مديرية المكتب المذكور وهو إذ ذاك من المكاتب الثانوية في الفنون المتداولة والأولوية في حسن التربية والأدب ولم يزل بها إلى أن انقرضت الحكومة التركية ولما تألفت حكومتنا العربية سنة ١٣٣٧ صار منشئًا أول لمجلس الشورى بدمشق فحسنت سيرته وظهرت خبرته ومعرفته وهو من الشبان الأذكياء مشغوف بالعلم وطلبه موسوم بالعقل وحسن الأخلاق ودود ألوف بارك الله فيه.

* الشيخ عبد الغني اللبدي

عبد الغني بن ياسين اللبدي النابلسي كتب إلينا عنه الأستاذ الشيخ يوسف القدومي من فضلاء نابلس فقال هو عالم جليل وفاضل نبيل ولد في سنة ١٢٦٢ وطلب العلم في مصر وكان جل انتفاعه على العلامة الشيخ يوسف البرقاوي شيخ رواق الحنابلة بالجامع الأزهر ثم حج وجاور بمكة المكرمة سنين عديدة وصار مدرسًا بحرمها الشريف وألف حاشية على شرح دليل الطالب تدل

على فضله وسعة اطلاعه وكان تقيًا نقيًا مهيبًا حسن الهيئة ولم يزل مجاورًا مقبلا على شأنه حتى توفي بمكة المنوه بقدرها وكانت وفاته سنة سبع عشرة وثلاثمائة وألف رحمه الله تعالى.

* الشيخ محمد بن عبيد القدومي

محمد بن عبيد القدومي النابلسي وتقدمت ترجمة أبيه وأخيه كتب إلينا عنه ولده المذكور قائلًا أنه ولد سنة تسع وأربعين ومائتين وألف وهاجر في طلب العلم إلى دمشق الشام فأخذ عن تاج علمائها الأعلام الشيخ حسن الشطي عليه رحمة الكريم المعطي وكان صاحب الترجمة عالمًا فاضلًا شاعرًا ناثرًا فقيهًا عابدًا سريع الفهم له محاسن جمة ومدائح نبوية وله اليد الطولى في فن التاريخ ولا سيما في أخبار العرب والملوك الإسلامية وقد كف بصره في أواخر عمره وبقي في قريته كفر قدوم مقيما على النفع والطاعة مع حسن المحاضرة ولطف المسامرة لا يمل جليسه منه إلى أن توفي وكانت وفاته سنة ثمان عشرة وثلاثمائة وألف رحمه الله.

<<  <   >  >>