للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خليفة سيدي أحمد بن إدريس فأخذ عنه علم التصوف وصار من خلفائه في الشام ثم عقد مجالس الذكر في مدرستنا البدرأية من ذلك العهد إلى سنة ١٣١٩ وفيها ورد أمر الدندراوي المذكور من مكة المكرمة بابطال الذكر من المدرسة المذكورة وقد لازم الأستاذ العلامة الشيخ بدر الدين المغربي الملازمة التامة وحضر دروسه الخاصة والعامة واختص به وغلب عليه حب الصوفية أصحاب وحدة الوجود والعناية بكلامهم وطريقهم بحيث صار له ذلك مشربا يطنب فيه ويدعو إليه وقد درس في المدرسة المذكورة وانتفع به الطلبة في الفقه والنحو وغير ذلك وكان في سنة ١٣١٦ ولي فرضية البلدية بعد وفاة والده ولم تطل مدته بها فتركها إلى غير أهلها وكان ما كان ولما جرى تنسيق الحكومة العثمانية سنة ١٣٢٧ ولي تدريس قضاء دوما فصار يخرج إليها في بعض أيام الأسبوع ثم في سنة ١٣٣١ وجهت عليه فتوى القضاء المذكور فاستقر بها وبالتدريس واستقام في القصبة المذكورة إلى يومنا هذا وهو لأبدع من رجال العلم والفضل فقيه نبيه جليل نبيل لطيف المحاورة والمسامرة ألف رسالة في الرد على الوهابية وفي آخرها مبحث في التصوف طبعت في بيروت سنة ١٣٣٠ وقد ينظم الشعر فمنه ما كتبه إلى بعض رجال الدولة:

لقد غرست يد الإحسان منكم … غراسًا يكتسي أزهى الملابس

جداول جودكم أن أدركته … فمخضر وإلا فهو يابس

وكانت ولادة أخيه طاهر أفندي في سنة ١٢٨٣ ونشأ في حجر والده وعمه أيضًا وسلك مسلك الفتوة فلم يتقيد بالعلم وصار مأمور تزكية في محكمة البزورية مدة ثم صار كاتب نفوس في قضاء وادي المعجم ثم وظف في دائرة الأوقاف بالشام وفي سنة ١٣١٠ ولي أمانة صندوق البلدية بدمشق ثم ولي أمانة صندوق الطابو بدمشق مدة طويلة إلى أن ألغي الصندوق المذكور ولما جرت التنسيقات العمومية سنة ١٣٢٧ صار مفتشًا للتحصيلات في جملة أقضية تنقل بينها وفي الحكومة العربية وظف في السكة الحجازية ثم في مناطق البلدية حتى الآن وهو من ذوي المروؤة والشهامة حسن الصحبة والعشرة حفظه الله.

وكانت ولادة عبد اللطيف أفندي سنة ١٣٠٥ ونشأ في حجر والده ثم أخويه

<<  <   >  >>