للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتصدر للقضاء والإمضاء في المحاكم الشرعية ولم يزل على حالته إلى أن توفي وكانت وفاته في سابع عشر ذي القعدة سنة ١٢٥٠ ودفن بمقبرة الباب الصغير قريبًا من قبور بني الكزبري رحمه الله تعالى.

* الخطاط المفنن الشيخ عبد اللطيف الشطي

عبد اللطيف بن خضر بن معروف بن عبد الله بن مصطفى بن شطي المعروف بالشطي البغدادي مولدًا الدمشقي موطنًا ووفاة كان من الأفاضل الصالحين خطاطًا متفننا كاتبًا مخترعًا مدهشًا ذا فكر ثاقب ورأي صائب كتب بخطه البديع من القطع وصنع من التحف ما لم يزل باقيًا حتى الآن منشورًا في البيوت مذكورًا في الألسن وأقدم ما رأيته منها قطعة مؤرخة في سنة ١٢٠٣ أخذ

الخط وفنونه عن العالم الصوفي الكاتب الشيخ مصطفى بن عبد الله بن محمود الكردي المتوفى بدمشق سنة ١٢٠٢ ومن لطائف صاحب الترجمة ما حدثنا به العالم المقري الشيخ عبد الله الحموي وكان قد أدركه قال طلب من المترجم قطعة تعلق فوق ضريح سيدنا يحيى في الجامع الأموي فكتب لهم قطعة فيها قوله تعالى {لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ} فوضعوها على الضريح المنوه به فلما رآها العلامة الشيخ حامد العطار قال لمن معه ما كتب هذه القطعة إلا حنبلي؟ قالوا له نعم كتبها الحاج عبد اللطيف شطي - ومن نوادره المشهورة ما حدثنا به العم الكبير العلامة الشيخ أحمد الشطي قال كان طرق أحد اللصوص داره التي هي الآن دار بني النابلسي في دخلة بني الشطي من محلة العمارة وتكررَ نزله عليه فتفكر في أمره واصطنع له فجا يقبض عَلَى رجله إذا نزل وجعله بصورة الكرسي ثم وضعه في الموضع الذي ينزل اللص منه فلما كان الليل نزل اللص ووضع رجله على الكرسي المذكور فقبض على رجله وآثر اللص على نفسه فتخلص من الفخ وفر هاربا والدم يقطر من رجله فلما خرج صاحب الترجمة إلى السطح عرف تفلت اللص من الفخ وانجراحه به فتعقب في الصباح أثر الدم حتى عرف دار اللص فذهب إليه وتهدده بالبطش والإهانة فشكى له حاله وتاب على يديه ثم أكرمه صاحب الترجمة وعفا عنه - وأخبرنا العم المذكور أنه كان لبعض أعيان دمشق زوجان من

<<  <   >  >>