للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فهو الإله الفرد ليس كمثله … شيء سواه وغير هذا لم أقل

قال النجم الغزي قدس سره قلت ووقفت على شرح ابن طولون على هذه الأبيات في تعاليقه بخطه والإيمان بما جاء في الكتاب والإخبار من الصفات من غير تأويل مذهب السلف وهو أسلم من مذهب التأويل وهو مذهب الخلف وكانت وفاة صاحب الترجمة في سنة خمس وسبعين وتسعمائة بمنزله بالقبيبات وكثر تأسف الناس عليه وازدحموا على حمل تابوته رحمه الله تعالى.

* الإِمام تقي الدين بن النجار الفتوحي "صاحب المنتهى"

محمد بن أحمد بن عبد العزيز بن علي الفتوحي المصري الشهير بابن النجار العالم العلامة الفقيه تقي الدين أبو بكر ابن الإِمام العالم العلامة شهاب الدين المتقدمة ترجمته ولد صاحب الترجمة بمصر القاهرة ونشأ بها وأخذ الفقه عن أبيه - ترجمه العارف عبد الوهاب الشعراني في ذيله على طبقات الأولياء له فقال ومنهم سيدنا ومولانا الشيخ الإِمام العلامة الشيخ تقي الدين ولد شيخ الإِسلام الشيخ شهاب الدين الشهير بابن النجار صحبته أربعين سنة فما رأيت عليه شيئًا يشينه في عرضه بل نشأ في عفة وصيانة ودين وعلم وأدب وديانة أخذ العلم عن والده شيخ الإِسلام المذكور وعن جماعة من أرباب المذاهب المخالفة وتبحر في العلوم حتى انتهت إليه الرياسة في مذهبه وأجمع الناس أنه إذا انتقل إلى رحمة الله مات

بذلك فقه الإِمام أحمد من مصر وسمعت هذا القول مرارًا من شيخنا الشيخ شهاب الدين الرملي وما سمعته قط يستغيب أحدًا من أقرانه ولا غيرهم ولا حسد أحدًا عَلَى شيء من أمور الدنيا ولا زاحم عليها وولي القضاء بسؤال جميع أهل مصر فأشار عليه بعض العلماء بالولاية وقال يتعين عليك ذلك فأجاب مصلحة المسلمين وما رأيت أحدًا أحلى منطقًا منه ولا أكثر أدبًا مع جليسه حتى يود أنه لا يفارقه ليلًا ولا نهارًا وبالجملة فأوصافه الجميلة تجل عن تصنيفي فأسأل الله تعالى أن يزيده من فضله علمًا وعملًا وورعًا إلى أن يلقاه وهو عنه راض آمين انتهى وكانت وفاة صاحب الترجمة في حدود سنة ثمانين وتسعمائة رحمه الله رحمة واسعة آمين.

<<  <   >  >>