للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولا جاراكم في كسب مال … ولم يعهد له بكم اختلاط

ففيم سجنتموه وعظتموه … أما لجزا أذيته اشتراط

وسجن الشيخ لا يرضاه مثلى … ففيه لقدر مثلكم انحطاط

أما والله لولا كتم سري … وخوف الشر لانحل الرباط

وكنت أقول ما عندي ولكن … بأهل العلم ما حسن اشتطاط

فما أحد إلى الإنصاف يدعو … وكل في هواه له انخراط

سيظهر قصدكم يا حابسيه … وننبئكم إذا نصب الصراط

فها هو مات عنكم واسترحتم … فعاطوا ما أردتم أن تعاطوا

وحلوا واعقدوا من غير رد … عليكم قد طوى ذاك البساط

وكان الشيخ أبيض اللون أسود الرأس واللحية قليل الشيب شعره إلى شحمتي أذنيه كأن عينيه لسانان ناطقان ربعة من الرجال بعيد ما بين المنكبين جهوري الصوت ولم يتزوج حتى مات رحمه الله ورضي عنه وجزاه عن الإِسلام والمسلمين خيرًا كثيرًا آمين.

يقول المختصر: معلوم أن الشيخ قد أفرده بالترجمة حفاظ ومؤرخون وعلماء كثيرون فأطالوا في سيرته وأطنبو وبسطوا وأسهموا وإن بعض هذه الكتب قد طبع ونشر ولذا فقد حررنا ترجمته هنا بما نرجو أن يكون فيه بلاغ لمحبيه وحجة على اللاغين فيه والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.

* شهاب الدين أحمد بن جبارة

الشيخ شهاب الدين أبو العباس أحمد ابن الشيخ تقي الدين أبي عبد الله محمد بن عبد المولى بن جبارة المقدسي المقري الفقيه الأصولي النحوي ولد سنة

سبع وأربعين أو ثمان وأربعين وستمائة وسمع الحديث من جماعة وارتحل إلى مصر فقرأ بها القرآن وأصول والعربية وبرع في ذلك وتفقه في المذهب ثم استوطن بيت المقدس فتصدر لاقراء القرآن والعربية وصنف شرحًا يسيرًا للشاطبية وشرحًا آخر للرائية في الرسم وشرحًا لألفية ابن معطي وصنف تفسيرًا وأشياء في القرآن وكان صالحًا متعففًا خشن العيش جم الفضائل ماهرًا متفننًا مقرئًا بارعًا

<<  <   >  >>