للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بعد ذلك بطلب العلم فقرأ الفقه والعربية عَلَى أمين فتواه في حياته شيخنا الشهاب أحمد بن عبد الله البعلي وعلى غيره وله إجازة من والده الشمس محمد المقدمة ترجمته ولما توفي أخوه الشهاب أحمد في سنة ١١٧٢ جلس مكانه للفتوى ووجهت له بمرسوم من قاضي القضاة بدمشق وبقي مفتيا إلى وفاته وكانت له عدة وظائف دينية وجهت له عن والده وأخيه فقام بها أحسن قيام وكان شهما متواضعا لين الجانب ذا ابهة ووقار نحيف الجسم فقيرًا صابرًا وامتحن فخلصه الله تعالى منها بحسن إخلاصه وبياض سريرته ولم يزل على أحسن حالة حتى توفي وكانت وفاته يوم الأربعاء رابع شوال سنة ثمان وثمانين ومائة وألف وصلي عليه بالجامع الشريف الأموي ودفن عند أسلافه بتربة الغربا من مرج الدحداح قرب قبر العارف الشيخ أيوب بن أحمد الخلوتي من جهة الشمال وأعقب ولدين ذكرين وفقهما الله تعالى.

(يقول المختصر محمد جميل الشطي) كان صاحب الترجمة آخر مفاتي الحنابلة من بني المواهبي بل آخر من عرف من هذه الأسرة الكريمة والسلسلة

العلمية التي كان أولها مسند دمشق العلامة الشيخ عبد الباقي الحنبلي جد جد صاحب الترجمة والله أعلم هل كان سبب انقراضهم واندراس رسومهم ترك العلم والاتكال على شهرة الآباء كما فعل الله ذلك بكثير من العائلات العلمية قديمًا وحديثًا - أو سلب الرياسة والوصائف من أيديهم حيث كانت تنشطهم للعلم والعمل فتحيي ذكرهم وتجعل خلفهم يتبع سلفهم أوامر أراده الله تعالى ألا وأن لكل نجم أفولا ولكل ناضر ذبولا "ولكل أجل كتاب" فسبحان الأول بلا بداية والآخر بلا نهاية.

* العلامة الشيخ أحمد البعلي

أحمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن مصطفى الحلبي المحتد ثم البعلي الدمشقي المولد والسكن والوفاة مفتي السادة الحنابلة بدمشق بعد تلميذه المترجم قبله الشيخ الإمام العلامة العامل الفقيه الفرضي الحيسوبي الصوفي الخلوتي الخاشع الناسك النحرير الأوحد شيخنا وأستاذنا شهاب الدين كان مولده في ثامن رمضان سنة ثمان ومائة وألف بدمشق ونشأ بها في كنف والده وتلا القرآن العظيم ثم شرع في طلب العلم مشمرًا عن ساق الاجتهاد فأخذ التفسير والحديث وألفه عن والده الجمال

<<  <   >  >>