فيها عن جماعة منهم الشمس محمد البابلي والشيخ علي الشبراملسي والشيخ سلطان المزاحي والشيخ عبد السلام اللقاني ومحمد بن قاسم البقري ومحمد بن أحمد البهوتي وغيرهم ومات أبوه في غيبته بمصر فعاد إلى دمشق وجلس للتدريس مكان والده في محراب الشافعية بين العشائين وبكرة النهار لإقراء الدروس الخاصة فقرأ بين العشائين الصحيحين والجامعين الكبير والصغير للسيوطي والشفاء ورياض الصالحين للنووي وتهذيب الأخلاق لابن مسكويه واتحاف البررة بمناقب العشرة للمحب الطبري وغيرها من كتب الحديث والوعظ وأخذ عنه الحديث والقراءات والفرائض والفقه ومصطلح الحديث والنحو والمعاني والبيان أمم لا يخصون عددًا وانتفع الناس به طبقة بعد طبقة وألحق الأحفاد بالأجداد ولم ير مثله جلدًا على الطاعة مثابرًا عليها - وله من التآليف رسالة تتعلق بقوله تعالى مالك لا تأمنا على يوسف ورسالة في قوله تعالى فبدت لهما ورسالة في تعلمون في جميع القراءات بالخطاب والغيبة ورسالة في قواعد القراءة من طريق الطيبة وله بعض كتابة على صحيح البخاري بنى بها على كتابة لوالده عليه لم تكمل غير ذلك من التحريرات المفيدة - وكان يسقى به الغيث حتى استقى به في سنة ١١٠٨ فكان الناس قد قحطوا من المطر فصاموا ثلاثة أيام وخرجوا في اليوم الرابع إلى المصلى صيامًا فتقدم صاحب
الترجمة وصلى بالناس إماما بعد طلوع الشمس ثم نصب له كرسي في وسط المصلى فرقى عليه وخطب خطبة الاستسقاء وشرع في الدعاء وارتفع الضجيج والابتهال إلى الله تعالى وكثر بكاءَ الخلق وكان الفلاحون قد أحضروا جانبًا كبيرًا من البقر والمعز والغنم وأمسك المترجم بلحيته وبكى وقال إلهي لا تفضح هذه الشيبة بين عبادك فما نزل حتى خرج من جهة المغرب سحاب أسود بعد أن كانت الشمس نقية من أول الشتاء لم ير في السماء غيم ولم ينزل إلى الأرض قطرة ماء ثم تفرق الناس ورجعوا فلما أذن المغرب تلك الليلة انفتحت أبواب السماء بماء منهمر ودام المطر ثلاثة أيام بلياليها غزيرًا كثيرًا وفرج الله بفضله الكربة عن عباده - وله كرامات كثيرة وصدقات سرية عَلَى طلبة العلم وأهل الصلاح وكسبه من الحلال الصرف في التجارة بالعقول الصحيحة وكان لا يخاف في الله لومة لائم ولا كتاب الوزراء ولا غيرهم وله في ذلك آثار حسنة وأصيب بولده الشيخ عبد الجليل فصبر واحتسب ثم بولده الشيخ مصطفى وكان