للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الجامع بين المعقول والمنقول مطرز أردية الفتاوى النحرير مرجل هامات المباحث بتيجان التقرير سيد أهل التحقيق على التحقيق وسعد أرباب التدقيق بنظرة التدقيق - ولد رضي الله عنه بقرية سفارين من قرى نابلس سنة أربع عشرة ومائة ألف ونشأ بها وتلا القرآن العظيم ثم رحل منها إلى دمشق لطلب العلم مشمرا عن ساق الاجتهاد فقرأ على المتصدرين بها إذ ذاك من الأئمة كالأستاذ العارف الشيخ عبد الغني النابلسي الحنفي وجدي الشمس محمد بن عبد الرحمن الغزي الشافعي وأخذ الفقه عن جماعة كالشيخ عبد القادر التغلبي والشيخ مصطفى بن عبد الحق اللبدي وأخذ التفسير والحديث عمن ذكر وعن العلامة الشهاب أحمد بن علي المنيني والشيخ عبد الرحمن السليمي الشهير بالمجلد والشيخ مصطفى السواري شيخ المحيا النبوي بدمشق وانتفع ونفع وساد وبرع وبعد أن امتلأت صدفته بجواهر العلوم وطفح حوضه بماء المفهوم رجع من دمشق إلى قرية سفارين واستقام بها مدة ثم ارتحل منها إلى مدينة نابلس وتوطنها إلى وفاته وكان رحمه الله تعالى جليلا جميلًا صاحب سمت ووقار ومهابة واعتبار وكان كثير العبادة والأوراد ملازمًا على قيام الليل يحث الناس دائمًا عليه وكانت مجالسته لا تخلو من فائدة وكان يشغل أوقاته بالإفادة والاستفادة ويطرح المسائل على الطلاب والأقران وتدور بينه وبينهم المحاورات المفيدة وكان صادعا بالحق لا يماري فيه ولا يهاب بل كان يهابه الجميع من أعيان بلده وأمرائها يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وكان خيرًا جوادا لا يقتني شيئًا من الأمتعة والأسباب

الدنيوية سوى كتب العلم فإنه كان حريصًا على جمعها ويقول دائمًا أنا فقير من الكتب وكان ينفق كل ما يدخل إلى يده من الدنيا وعاش مدة عمره في بلده عزيزًا موقرًا محتشما وألف التآليف العديدة وصنف الأجوبة السديدة فمن تآليفه شرح ثلاثيات مسند الإمام أحمد في مجلد ضخم. وشرح نونية الصرصري سماها معارج الأنوار في سيرة النبي المختار في مجلدين. وتحبير الوفا في سيرة المصطفى مجلد وغذاء الألباب في شرح منظومة الآداب مجلد ضخم. والبحور الزاخرة في علوم الآخرة مجلد ضخم. وكشف اللثام في شرح عمدة الأحكام. ونتائج الأفكار في حديث سيد الاستغفار

<<  <   >  >>