للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سبب التأليف وشيوخه من الحنابلة وترجمة الإمام رضي الله عنه ومنها التذكرة الكمالية وهي عشرون جزءًا تحتوي على فوائد وآداب شتى وقد رأيت الطبقات والتذكرة في مكاتب آل المترجم بخط يده فإذا في الطبقات نقص لم يقدر له إكماله وفي التذكرة بياض كثير ومن مؤلفاته التامة المورد الأنسي في ترجمة الشيخ عبد الغني النابلسي وله غير ذلك وشعره كثير ونثره غزير وكان بينه وبين المولى خليل أفندي المرادي مفتي دمشق ومؤرخ القرن الثاني عشر صحبة شديدة ومحبة أكيدة ومكاتبات أدبية ومساجلات شعرية ولا عجب فإن بينهما جامعة الإفتاء والفتوة والأدب حتى نقل له المرادي في تاريخه المذكور شيئًا من الشعر وممن اجتمع بالمترجم الأديب الشهير السيد أحمد البربير والبيروتي فكتب إليه قوله:

ضقت لعبد الكمال ذرعًا … وزاد طول البعاد دائي

إن فراق الكمال نقص … حتى على البدر في السماء

يا سيدي زدت بعادي إلى … أن صار جسممي للتجافي خيال

أنقصت حظ الصب مع أنه … لم ير في خلق إلا الكمال

فإذا المترجم بقوله:

مولاي ياذا المكرمات التي … في نظمها والحسن تحكي اللآل

ومن رقى هام العلى وانتهى … لفضله بين الورى الانتهال

بمن حباكم رق قلب غنا … يحكم ذا وله واختيال

كفوا بساط الذل حلما ولا … تؤاخذوني بمطال المطال

وكانت وفاة صاحب الترجمة في صفر سنة ١٢١٤ عن ٤١ سنة ودفن في تربة الدحداح عند قبور عائلته الغزيه وعلى قبره تاريخ صديقه الأديب الفاضل السيد عبد الحليم اللوجي وهو قوله:

أيا سحب الرضا والعفو سحي … على قبر حوى النفس الزكية

محمد الفتى الغزي أرخ … كمال الدين مفتي الشافعية

وقد انقرض عقب صاحب الترجمة وإنما بقي عقب أخيه السيد عبد الغني أفندي فهو والد الأخوين العلامة عمر أفندي مفتي الشافعية بدمشق المتوفى منفيا سنة ١٢٧٧

<<  <   >  >>