للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رحل إليه الطالبون من البلاد النجدية والديار النابلسية ودوما ورحيبة وضمير وغيرها فأخذوا عنه الفقه رواية ودراية وتلقوه خلفًا بعد سلف وكانت دروسه في داره وفي محراب الحنابلة من الجامع الأموي وكان عليه تولية وتدريس المدرسة الباذرائية وهي من أعمر المدارس وأزهرها بدمشق وكان له في الدين والورع أمور كثيرة شهيرة ومن نوابغ تلامذته الذين أخذوا عنه وانتفعوا به مفتي دمشق السيد محمود أفندي حمزة وأخوه أسعد أفندي وقاضي دمشق سعيد أفندي الاسطواني ورضا أفندي الغزي وأخوه حسين أفندي والشيخ بكري والشيخ عمر والشيخ إبراهيم أحفاد الشهاب العطار والشيخ أحمد مسلم الكزبري والقاضي الشافعي الشيخ سليم سبط الطيبي والمفتي الشافعي محمد أفندي الغزي

ودرويش أفندي العجلاني والقاضي الحنبلي الشيخ محمد البرقاوي والمفتي الحنبلي الشيخ سعيد السيوطي والشيخ محمد الطيبي مفتي البلاد الحورانية والشيخ عبد الله القدومي شيخ الديار النابلسية والشيخ يوسف البرقاوي شيخ رواق الحنابلة في الأزهر والشيخ محمد خطيب دوما وغيرهم من دمشقيين وآفاقيين وكان له نظم قليل فمنه قوله مقرظا على بديعية خليل أغا الوكيل:

باهى البها أبدي لنا غرا سمت … تزهو بما قد زانها حسانها

قد وشحت ببدائع ونفائس … وطرائف سرت بها أخدانها

ثم قال:

يا عاذ لي في حبها دع عنك ذا … إن لم تدع غارت لها شجعانها

وفى بأنواع البديع نظامها … وبمدح طه زينت تيجانها

فخليلنا أسدى لنا معروفه … مذ صاغها فتقاصرت أقرانها

لا زال يرتع في ميادين العلى … ما جددا أيامنا ملوانها

وكتب إليه بعض الأدباء

أيا حسنا تباعد عن محب … وبالأوراق رق له وأملى

وثقنا أن حبل الود منكم … ملى من حبال الوصل أملى

فهل للهجر عندك من وصال … تجود به عَلَى المشتاق أم لا

فأجابه بقوله:

أيا خلا حوى لطفا وأولى … من المعروف خدنا ثم أولى

<<  <   >  >>