للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الطالب وشرحه وشرح زاد المستفتح وشرح المنتهى وشرح الإقناع مع مراجعة شرح الغاية للسيوطي وقرأ عليه في الفرائض شرح الرحبية للشنشوري وفي العربية كتاب الشيخ خالد وشرح الأزهرية وشرحي القطر للمصنف والفاكهي وشرحي الألفية لابن عقيل والأشموني وفي الأصول شرح مختصر النحرير وحضر عليه أيضًا في المعاني والبيان والبديع والحساب والجبر والمقابلة وغير ذلك ولازمه الملازمة التامة وخدمه الخدمة الصادقة وانتفع به انتفاعًا كثيرًا وبه تخرج وأخذ أيضًا عن الشيخ سعيد الحلبي وعمر أفندي الغزي والشيخ محمد الجوخدار وكنت سألته مرة عما قرأه من العلوم فقال أكثر قراءتي كانت في التفسير والحديث والفقه والنحو وأما المعاني والبيان والبديع فقرأت فيها كتابًا واحدًا وأما المنطق فقرأت فيه الفتاوي وقول أحمد وقرأت من بقية العلوم كتابًا كتابًا لا ذوق طعم فمي فيها انتهى كلامه. وقد أتقن صاحب الترجمة فن التشريح والميقات أخذًا عن الجد المنوه به عملا ثم رجع إلى دوما واستقام بها مدة طويلة وحصل جاهًا واسعًا وشهرة عظيمة وكان مهيبًا جسورًا فاضلا حافظًا للقرآن العظيم لا يفتر لسانه من تلاوته وسافر إلى مصر وأقام بها نحو ستة أشهر وأجازه علماء الأزهر إذ ذاك كالشيخ إبراهيم السقا والشيخ مصطفى المبلط وأضرابهما ثم عاد إلى بلده واستقر بها إمامًا وخطيبًا ومدرسًا في جامعها الكبير كما سبق لأبيه وجده من قبله.

ولم يزل يقريء ويفيد إلى أن حصل له فتنة عظيمة من أهالي بلده فآذوه وتكلموا فيه بما لا يليق بمنصب العلم فرحل إلى دمشق واستوطنها وهجر دوما وخذل الله أعداءه ودمرهم وبقي على هذه الحالة نحو سبعة عشر عامًا ينشر علم الفقه والنحو والأصول والميقات ثم في سنة ١٣٠٣ صار يتردد إلى دوما ويجعل

نصف إقامته فيها ونصفها في دمشق ينشر العلم في الموضعين ثم سافر إلى الحجاز سنة ١٣٠٥ فحج بيت الله الحرام ثم رجع إلى المدينة المنورة فأقام بها وأقبل عليه أهلها وولي هناك تدريس الحنابلة وأوقافهم ورحلت إليه الطلبة من البلاد وانتفع به خلق كثير ثم عزم على الرجوع إلى دمشق فرأى في منامه صاحب الرسالة صلى الله عليه وسلم فأمره بالإقامة وبشره بأن اللقاء قريب فثنى عزمه عن ذلك ولم يزل عَلَى التدريس والعبادة إلى أن توفي في العشر الثاني من ذي الحجة سنة ثمان وثلاثمائة وألف ودفن بالبقيع وكان قليل العناية

<<  <   >  >>