للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المكتبة الظاهرية بدمشق وألف رسائل لطيفة منها كشف المغيب في العمل بالربع المجيب وتحفة النساك في فضائل السواك والكواكب المتقابلة في الجبر والمقابلة ومسودات تاريخية ومكاتبات أدبية وقد قرأت عليه أنا وشقيقه الأصغر حسن أفندي في النحو والأخلاق وأخذنا عنه الخط وكان له شعر قليل فمنه قوله:

خالق الناس بخلق حسن … ترتقي أسنى المقام الأحسن

واعتبر في حال أهل الزمن … وانتبه من غمرات الوسن

وتيقن أن زرع الاحن … موجب حقًا لحصد المحن

وقال مشطرًا بيتين مشهورين وأجاد:

(إذا العشرون من شعبان ولت) … فبادر للتقى حق البدار

ولا تسمع لعمر قال جهلا … (فواصل شرب ليلك بالنهار)

(ولا تشرب بأقداح صغار) … فليس مآل ذا إلا النار

وتب واعبد وفي الطاعات فاسلك … (فقد ضاق الزمان عن الصغار)

وقال مؤرخًا عزل المشير عثمان نوري باشا والي سورية على أثر ثورة الدروز في سنة ١٣١٤:

عزل الطغاة واجب … قبل وقوع الحسرة

فالوالي أرخوا عزل … بعد خراب البصرة

وقال في غالب:

يعاكسني الظلوم بما أعاني … ويزعم أنه في الكل غالب

وأني لا أقابله ولكن … إله العرش حسبي فهو غالب

وله غير ذلك من الأشعار والنظام والنثار وكان تقيا ورعًا له غيرة دينية وحمية وطنية ولم يتزوج فلم يعقب سوى آثار مبرورة وأعمال مشكورة وقد تمرض أشهرا وكانت وفاته يوم الثلاثاء عاشر ذي القعدة سنة أربع عشرة وثلاثمائة وألف ودفن بالمقبرة الذهبية في دمشق وقد رثيته بقصيدة أثبتها في آخر الرسائل الفاتحية التي جمعتها سنة ١٣٢٠ وطبعتها في بيروت ١٣٢٣ وهي قولي:

سقاك الله عيني يا مراد … وحيى الله عهدك يا مراد

<<  <   >  >>