للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تحدث أدهم عن الثقافة الغربية والذهنية الآرية.

"ف": ما تلك النظرية إلا توهم اتخذته نحو "جينو" وأتباعه إذ قالوا بتفوق السلالة الآرية على سائر الأرض لتفردهم بشكل خاص في جماجمهم وبنوع خاص في شعرهم، وبلون فارق في جلودهم، فادعوا أن هذا الشكل دون سواه من بني الإنسان يملك صفاء الذهن وقوة الاختراع والعبقرية بأنواعها, غير أن الاستقرار قد اضطر دهاقنة علماء الأحياء إلى الاعتراف بفساد هذه النظرية بعد أن رأوا أن الجماجم التي ينطح بها الآريون السحاب إنما يحمل مثلها أقزام أفريقيا الوسطى.

"أدهم": إذا أخذنا بما اكتشفه العرب من علم يمكننا التحكم بمقدراتنا فإننا نستطيع أن نغير عقليتنا لنقيس طرائف الغرب التي توصلنا إلى خير النتائج.

"ف": لماذا يجب أن تعمل الشعوب العربية على تغيير عقليتها وإنكار فطراتها وحوافزها التي تكونت من أعظم حوادث التاريخ طوال ألوف السنين ما دامت هذه العقلية نفسها قد أنارت الدنيا بعلومها وآدابها واكتسحت الغرب كله بروحانيتها وشرائعها؟

"أدهم": متى أصلحت روحانية الشرق النفوس ما دام العالم هو بشروره لم يتغير؟

"ف": نحن نقول إن روحانية الشرق هي التي أسقطت ألوف الآلهة في الغرب عن عروشها، وإن الشعوب الآرية بدون استثناء أي عنصر منها إنما اهتدت إلى الحق والجمال في منشأ حضارتها بتفكير الشرق ووحيه وإلهامه.

<<  <   >  >>