للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٩- الرد الختامي لفيلكس فارس:

درج١ الكتاب على تقرير عقلية للشرق وأخرى للغرب، ذهب بعضهم إلى أبعد من هذا مقررًا طبيعة كل من هاتين العقلين، وأن الواحدة منهما لا تقبل إلا المظهر الفلاني ولا تتلون إلا بلون خاص. وهم بقياسهم المظاهر الفكرية لهذه العقليات قد طبقوا هذا القياس نفسه على الشعوب فناضلت بسبب ذلك.

وعنده أن عقلية العرب العلمية ترجع للغرب لأنهم أخذوا أصولها عن فلاسفة اليونان. أما روحانيتهم فهي للشرق لأن الشرق منبع الأديان وكل ما فيها روحاني الطبيعة والمظهر.

وسبب هذا التباين الذي اعتبره أساسيا أن العقلية الشرقية ابتدأت بالاعتقاد بالخالق ثم انتهت بالطبيعة والعقلية الغربية بدأت بالطبيعة وانتهت إلى الخالق.

وانتهى٢ الكاتب إلى أن الجانب العلمي من الثقافة الإسلامية نتيجة الأخذ بأساليب الفكر اليوناني ولماذا لا يكون هذا الجانب نتجية للأخذ بأساليب الدين الإسلامي وتعاليمه.

{وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا} .

"ثم عرض آيات القرآن التي لم تدخل عن طريق العاطفة بل عن طريق العقل" ألا تعتبر هذه الدعوة أساسا علميا لأن استعمال العقل في التفكير في مخلوقات الله هو الأسلوب العلمي بعينه.


١ الرسالة ١٧ أكتوبر ١٩٣٨.
٢ الرسالة ٢٤ أكتوبر ١٩٣٨.

<<  <   >  >>