ذوق ومعرفة وأقوال يتفق عليها القراء ولكنها لا تتعدى كلها باب الصالون إلى ساحة الفطرة المطلقة، فالرسالة تعرفنا شوقي في حلة المساء أو في لباس السواريه، أما شوقي الذي خلقه الله فربما زادنا جهلا به أن ننظر إلى تمثاله في كلام الأستاذ الجميل.
٢- "طه حسين" لاتينيون وسكسونيون ١:
أراد العقاد أن ينقد كتاب الأستاذ أنطون الجميل في شوقي شاعر الأمراء. ولم أكن أشك في أن الأستاذ سيشتد على الكتاب ومؤلفه وعلى شوقي أيضًا فمذهب الأستاذ في الأدب العصري معروف، وأقل ما يوصف به أنه بعيد كل البعد عن الإعجاب بشعر شوقي وعن الإقرار للذين يعجبون بهذا الشعر.
وقد أشارك الأستاذ في كثير جدًا من أرائه في شوقي والمعجبين به ولكن الشيء الذي أخالف فيه الأستاذ أشد الخلاف. والذي أكتب من أجله هذا الفصل هو المقدمة التي بسطها بين يدي فصله. وعرض فيها لما أسماه نقد اللاتينين ونقد السكسونيين.
وأحب ألا يغضب الأستاذ العقاد إذا اصطنعت الصراحة في بسط رأيي في هذا الفصل فلعله يوافقني على أنه في حقيقة الأمر غير راض عن الكتاب ولا مؤمن ولكنه أراد أن يكون ناقدًا مجاملا لبقا فاستعار من اللاتينيين ما يعيبهم به من المحاملة واللباقة في النقد. لم يرد أن يصارح الأستاذ أنطون الجميل بأن كتابه لا يرضيه من كل وجه لأنه حريص على مقدار ولو محدود